تحرير الأحواز هو مفتاح التوازن الإقليمي وسبب الاستقرار ل(الدول والمجتمعات) العربية على المدييْن التكتيكي والاستراتيجي بقلم : عادل السويدي

ها هي شمس الحريّة تشرق من جديد على أيدي أحرار سوريا وثوّارها الحكماء، تحمل بين أشعتها إرثاً طويلاً من التضحيات التي خطها أحرار سوريا في حلب، وقد وصلت منصورة نحو قلب الأمة النابض: دمشق ومهد الحضارات وأرض الرجال الأشداء.

ومع كل خطوة نحو التحرير، تتجدد أحلام الشعوب وترنو العيون والآمال نحو عراق حر متحرّر على أيدي ابنائه وبناته الأوفياء، عراق موحّد ينفض عنه غبار الأزمات والميليشيات والارهاب ويقطع أيادي الطائفيين الفاشيين القادمين من طهران الخمينية المجرمة، وأحواز حرّة عربية تكسر قيود الإحتلال الذي جثم على صدور الأحوازيين منذ قرن من الزمان.

ولن تستقيم كل هذه الطموحات وكل تلك التضحيات في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن ثم العراق واخيرا في الاحواز، أو تحقق أهدافها على المديين القريب والبعيد دون إنجاز المحور الاستراتيجي الأهم: “تحرير الأحواز العربية”، لأن تحرير المملكة الأحوازية من الاحتلال الإيراني الذي استمر قرناً كاملاً ليس مجرد استعادة حق شعب عربي لوطنه وطرد الارهاب الاجنبي الايراني عنه، بل هو خطوة استراتيجية لإعادة التوازن إلى المنطقة. فمنذ اغتصاب إيران لهذه المملكة العربية الغنية بثرواتها النفطية والمائية والموقعية، تحوّلت تلك الموارد إلى أداة تدمير بيد أنظمة الحكم الايرانية المتعاقبة وغير الشرعية، من الشاهنشاهيين وصولا الى ارهاب الخمينيين، حيث وفرت الأحواز ومواردها النفطية والغازية والبتروكيماوية لإيران 90% من قوتها الاقتصادية التي استُخدمت لتأجيج النزاعات وتوسيع نفوذها عبر الإرهاب والخراب واحتلالات الدول العربية وغير العربية الاي كانت مستقرة. فإن استرداد الأحواز لا يعني فقط إنهاء هذا الظلم التاريخي الذي وقع على الوطن والشعب والثروات الأحوازية، بل أيضاً نزع مخالب إيران التي تعتمد على هذه الثروات غير الشرعية في تهديدها المتواصل منذ قرن لاستقرار الدول العربية، من جهة، والعالم بأسره، من جهة أخرى. إنه الفصل الحاسم بين مصادر القوة الأحوازية والشريان الإيراني، الذي سيعيد للمنطقة أمناً فقدته، وللشعب الأحوازي كرامته وسيادته المستحقة.

فهذا التحرير لا يعني فقط رفع الظلم عن شعب عربي أصيل، بل يحمل في طياته تحوّلاً استراتيجياً سيضمن استقرار الدول والمجتمعات العربية، ويعيد صياغة موازين القوى في المنطقة بما يخدم مصالح الأمة. إن تحرير الأحواز هو المفتاح لإنهاء النفوذ الذي يعكّر صفو الاستقرار، ويمهّد لعصر جديد من الوحدة والنهضة على المستويين الإقليمي والدولي.

إنه زمن يعيد للأمة ألقها، وللمنطقة استقرارها، وللعالم درساً في قوة إرادة الشعوب حين تنهض لاسترداد حقوقها وصياغة مستقبلها. هذه لحظة تتحدث لغة التاريخ وتستشرف مسار الغد، فالأحواز هي الأمن القومي والوطني لكل أمة العرب وسبب استقرارها، فتحرير سوريا ولبنان والعراق واليمن وتونس والمغربلن يكون على المدى الاستراتيجي البعيد إلا وضمان خلع مصادر التخريب الذي كانت على الدوام تلجأ اليه بلاد فارس على مدى القرن الفارط، وتلك المصادر التمويلية والتسليحية ومواقع انطلاقها نحو دول الخليج العربي او محو العراق ومنه الى لبنان ومصر والمغرب، كانت على الدوام منطلقها الاستراتيجي هو الموقع المكاني والاقتصادي الكبير للأحواز العربية بجغرافيتها المكوّنة من 375,000 كم مربع.

* مسؤول المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

2024-12-12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *