مقالات البروفيسور عبد الكريم الوزان – ” النفس والجهل ” يقول المثل الأسباني “الإعجاب بالنفس وليد الجهل .”

نحن نقول الثقة بالنفس ومعرفة قدرها أفضل من الإعجاب بها فقط . لأن ذلك يعني الجهل والغرور والصلف والشعور بالنقص، ومن ثم السقوط في هاوية النبذ والإحتقار والعزلة. بخاصة وبعضنا يعيش عصر المظاهر الخداعة والتفاهة بدل الثقافة.
ورب العزة يقول “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ*”.
يقينا إن الإنسان كل ما يعلو جاها أو علماً أو سلطة يتحتم عليه أن يكون أكثر تواضعا ومودة مع الآخرين بإعتبار انه اطلع وعاش أعلى مراحل الزهو ومفاخر الدنيا ومنافعها، ولاشيء بعد ذلك سوى مجيء أجله .
إن القائد الملهم هو الذي يجمع الدراية والحزم والحسم مع المصداقية والشجاعة والتواضع والمودة والرحمة مع معيته، وهذا سبيله الحقيقي في النجاح. وفي ذلك يقول الشاعر أبو العتاهية:
يا عجبًا للناس لو فكروا
وحاسبوا أنفسهم أبصروا
وعبروا الدنيا إلى غيرها
فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التُّقَى
غدًا إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التُّقَى
والبرَّ كانا خير ما يدخر
عجبت للإنسان في فخره
وهو غدًا في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة
وجيفة آخره يفجر
أصبح لا يملك تقديم ما
يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر إلى غيره
في كل ما يقضي وما يقدر

*سورة لقمان (١٨)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *