ان حالة الصدمة التي أصابت بعض الدول العربية شبيهة بذات الصدمة التي عانت منها إيران ونظامها “الولي الفقيه” المتوحش، نتيجة النجاحات السريعة والمميزة التي حققتها الثورة السورية.
هذا التوازي في ردود الأفعال يكشف عن عمق الارتباك الي هيمن على تلك الدول وعلى سياسييها ومفكريها واعلامييها، سواء في قراءتها للمشهد أو في استجاباتها السياسية والإعلامية. يبدو أن هذه الدول تعاني مما يمكن تسميته بـ”فوبيا اللحى”، وهو خوف أو نفور مبالغ فيه تجاه كل ما يرتبط بالهوية الإسلامية، خاصة عند ظهورها في المشهد السياسي. هذا الخوف المبالغ فيه انعكس في ارتباكهم في استبعاب احداث الانتصار الثوري في سوريا، وهو الامر للذي انعكس على خطابهم الرسمي وأدائهم الإعلامي، مما أدى إلى شلل واضح في قدرتهم على التفكير المنطقي والتفسير الواقعي للأحداث….
سيحتاجون بلا شك إلى مزيد من الوقت للتأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضته الثورة، ومع النمطية المتغيرة للشعوب التي باتت تمتلك وعيا متقدما يتجاوز بأشواط التفكير التقليدي للأنظمة الرسمية ورموزها وإعلامييها. هذا التحول يعكس فجوة متزايدة بين طموحات الشعوب نحو الحرية وإصرار الأنظمة على التمسك بقوالب قديمة تقليدية لم تعد قادرة على مواكبة المتغيرات الجذرية في الفكر والوعي السياسي والاجتماعي.
2024-12-15