مسؤول المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز
تحاول سلطات الاحتلال الفارسية الصفوية احلال اللغة الفارسية ـ خائبة ـ ونشرها بين جموع الشعب العربي الاحوازي، وتتبع من اجل انجاز هذه المهمة خطوطا عديدة من بينها منع الدراسة باللغة الأم : العربية، وإشتراط إتقان اللغة الفارسية في أي مجال للعمل، سواء الحكومي أو الخاص، فضلاً عما تحاوله هذه السلطات العنصرية التداول اليومي والمجتمعي باللغة الفارسية من أجل جعلها مظهراً رئيساً في المنطقة العربية، فهذا كان عملهم ونهجهم منذ احتلال الدولة الأحوازية اي منذ العام 1925م، ومايزال سياستهم التفريسية جارية لغاية اليوم.
لاشك أن هذا التوجه يستبطن رؤية عنصرية واعية ومنهجية تستهدف الجوهر بالتفكير مع ابقاء قشور الممارسات (العربية) على السطح من أجل الدعاية والإعلان .
أولاً: إن هذه الممارسات هي عقيمة الجدوى، مهما حاول الفرس الصفويون اتخاذ الإجراءات القمعية من أجل إستنباتها القسري في الأرض الأحوازية لسبب بسيط هو: توحّد الحضارة العربية مع المكونات الإسلامية في تماهٍ شديد وموحّد عصي على التفكيك والتشذير والتفتيت، إذ أن هذه المهمة العنصرية الممنهجة البحتة هي مستحيلة التحقيق نظراً لتطوّر وسائل الإتصال والأجهزة الإعلامية والقنوات التلفزيونية ومختلف وسائل التواصل الثقافي والإجتماعي.
وثانياً: إن اللغة العربية هي لغة البيت والشارع والمقهى والتزاور والإنتاج والتبادل في مجتمعنا العربي الأحوازي كون هذا التواصل مرتبط بطبيعة الأرض الزراعية والتي يتصل الافق الانتاجي بشكل رئيسي بها، كون العمل الوظيفي عند الحكومة يشترط استيعاب اللغة الفارسية للتفاهم .
وثالثاً: ان الذاكرة العربية الإسلامية والتداول الثقافي الإسلامي يومياً وعلى مدى خمس مرات، ناهيك عن القراءة المتكررة للقرآن الكريم تجعل مهمة الفرس الصفويين العنصريين مستحيلة التحقيق آخراً، وبطبيعة الحال ليست الأخيرة .
رابعاً: إن التاريخ اللغوي للمجتمع العربي الأحوازي، من ناحية، وحتى نظرية المشيئة التي هي إحدى المفاهيم القومية الأساسية لن تسمح بنسيان اللغة العربية إلا اذا جرى إبادة الشعب العربي أو إجلاءه كلياً، وإحلال أجانب موتورين من الشعب الفارسي والشعوب غير العربية مكان المجتمع العربي، وهذا الإتجاه العنصري هو ما يبذل الفرس المحتلين جهودهم من أجل إنجازه، إذ بلغ المستوطنون حوالي مليون ونصف ممن يحتلون الأراضي الأحوازية وبتسهيل من حكومة الإحتلال الفارسية الصفوية .
إن تعمّق الوعي القومي العربي في الأحواز وإصرار شعبنا على مناوئة الخطط العدوانية العنصرية بوعي ذاتهم العربية المضادة للوعي الفارسي العنصري هو مقاومة وطنية ملموسة ستعيد الأوهام الفارسية الى اضغاث أحلام وستتبخر حتماً.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية
18 ديسمبر 2024