يعاني 10 مليون عربي وعربية في مملكة الأحواز المحتلة من حرمان ممنهج من حقوقها اللغوية والثقافية العربية منذ أكثر من 100 عام، إذ تفرض سلطات الاحتلال الإيرانية قيودا صارمة على تعليم اللغة العربية، في كل المراحل الدراسية، رغم أنها اللغة الأم لأكثر من 10 ملايين عربي في القطر الأحوازي. يأتي هذا في إطار سياسات التفريس التي تهدف إلى طمس الهوية العربية واستبدالها بالهوية الفارسية، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الشعوب المحتلة في استخدام لغاتها الأصلية.
مقارنة بين الاحتلال الإيراني والإسرائيلي
على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، إلا أن الفلسطينيين يتمتعون بحق التعلم بلغتهم العربية في جميع المراحل الدراسية، من الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعات والمعاهد العليا في عموم الاراضي الفلسطينية، إضافة إلى امتلاكهم وسائل إعلامهم الخاصةوصحف ومؤسسات ثقافية تعزز هويتهم العربية.كما أن حرية التعبير والكتابة بالعربية متاحة، ما يسمح للفلسطينيين بممارسة ثقافتهم والمحافظة على لغتهم الأم.
وفي المقابل يعاني العرب الأحوازيون من قمع لغوي وثقافي مستمر منذ 100 عام، إذ تمنعهم السلطات الإيرانية من التعلم باللغة العربية في جميع المراحل الدراسية، إذ ليست لدى ملايين الاطفال، من الذكور والإناث، ليست لديهم مدرسة إبتدائية واحدة تدرسهم باللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وتفرض الفارسية قسرا في المدارس والجامعات. كما تُجرّم الأنشطة الثقافية والإعلامية التي تعزز الهوية العربية، ما يؤدي إلى محو تدريجي للوجود الثقافي العربي في الأحواز.
المطلب الشعبي الاحوازي الأساسي ..
حق التعليم باللغة العربية
يعد التعليم باللغة الأم حقًا أساسيا تكفله القوانين الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حماية الأقليات الثقافية. ورغم ذلك، لا يزال العرب الأحوازيون محرومين من هذا الحق، بينما يحظى الفلسطينيون، رغم الاحتلال، بحرية التعلم والتعبير بلغتهم العربية.
وتمثل هذه المقارنة بين الاحتلالين دليلا واضحا وانتهاكا صارخا على التمييز الممنهج الذي تمارسه سلطات إيران الفاشية ضد الأحوازيين، إذ يمنعون من ممارسة لغتهم وثقافتهم، خلافا للفلسطينيين الذين يتمتعون بحقوق لغوية وثقافية تحت الاحتلال الإسرائيلي. لذا، فإن القضية الأحوازية تستحق اهتماما أكبر لإنهاء قرن من القمع اللغوي والثقافي.
2025 – 02 – 21