مات السنوار بحسرته دون ان يكشف الحقيقة بقلم : طلال بركات

نتائج غزوة السنوار في السابع من اكتوبر كشفت كثير من الحقائق التي قد تغيير من مواقف ما يعرف بمحور المقاومة الذي تقوده ايران خصوصاً بعد مقتل حسن نصر الله وانحسار دور الأسد في سوريا وخروجه من المشهد من اجل الحفاظ على كرسي الحكم، ومن تلك الحقائق اكذوبة وحدة الساحات بعدما تركت غزة تُنحر على مذبح الهمجية الاسرائيلية، وكذلك ما حصل للسنوار الذي ذهب ضحية تخلي ايران عن ما كان متفق عليه، بينما هناك من برر ذلك ان ايران تعتبر حماس السنية فصيل مقاوم من الدرجة الثانية ولم تلتقي معها عقائدياً لهذا لم ترغب في الدخول بمعركة لا يحمد عقباها من اجل حماس، لكن ايران ظللت الكثير من الفصائل بأن دفاعها عنهم من اساسيات وحدة المقاومة بغض النظر عن الانتماءات العقائدية لكنها تخلت في وقت الشدة عن اهم فصيل عقائدي سخر مقومات لبنان من اجل المشروع الإيراني، بمعنى ايران تريد ابقاء اتباعها في ساحة المواجهة مع اسرائيل لابعاد المعركة عن أراضيها لهذا تركت حماس وحزب الله يقاتلون لوحدهم وفق توصيات ساذجة للحزب باستمرار القتال لمؤازرة غزة إلى ان تلقى الحزب ضربات قاتلة ابتداء من تصفية قادته وانتهاء بالغارات المستمرة لتكرار سيناريو ما حصل لغزة ولم تحرك ايران ساكن سوى إرسال بعض العسكريين من الحرس الثوري لتولي قيادة العمليات لغرض اجبار الحزب على الاستمرار في القتال او الأصح لمنع الحزب من طلب وقف إطلاق النار والمطلوب التضحية بآخر لبناني من اجل اجندة ايران في المنطقة، بعدما كانت تعتبر الحرب بمثابة فرصة لمحو اسرائيل من الوجود كما صدعت رؤوس العالم بذلك، وإذا هي اليوم تتوسل بمن كان مصنف في خانة الاعداء من خلال الزيارات المكوكية لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بأنها ضد توسيع الحرب لابعاد المعركة عن اراضيها خلافاً لخطاب التهديد والوعيد الذي تبين انه لا يعدو سوى مزايدات وأكاذيب .. مما يعني ان ما حققه السنوار او ما تحقق بعد كارثة طوفان الأقصى كشف مواقف من يدير محور المقاومة بعدما ثبت للجميع أنها مواقف تجيير لصالح المشروع الإيراني لا غير، وان استخدام القدس وفلسطين مجرد متاجرة وشعارات للالتفاف على دول المنطقة التي تريد ايران ضمها إلى مشروعها التوسعي، مما يعني ان استشهاد السنوار قد حقق إنجاز كشف الوجوه الغادرة دون ان يفصح عنه بسبب مقتله المفاجئ أي مات بحسرته دون كشف اسرار غدر ايران، وتلك أمانة يتحملها قادة حماس خصوصاً الذين وجّهوا عتباً يرقى إلى مستوى الانتقاد والغضب إلى ايران جراء ترك السنوار وشعب غزة يتحملون تبعيات كارثة الطوفان حيث نوه خالد مشعل وموسى ابو مرزوق بأنهم على علم بأن شيئاً كان مدبر ولم يعرفوا تفاصيلة، إلا بعد انكار ايران معرفتها بقرار الطوفان ونفي أي علاقة بها، مروراً بتأكيد المرشد علي خامنئي إلى إسماعيل هنية بأن ايران لن تقاتل بالنيابة عن حماس بالرغم من تكذيب حماس لذلك ولكن لم تنفها ايران .. لذلك بات لزاماً على الأحرار المخلصين رفع اصواتهم في تشخيص أسباب النكبة التي حلت بالقضية الفلسطينة وتحديد مسبباتها وتشجيع أصوات الصحوة الجعفرية في دائرة المكون الشيعي العربي وهي تندد بمواقف إيران وغدرها خصوصاً بعد ترك حماس وشعب غزة يلاقون مصيرهم، وأيضاً دون ظهور أي اهتمام من قبل طهران واتباعها على استشهاد يحيى السنوار كما فعلوا مع حسن نصر الله كأن السنوار لا يمثل الركن الأساسي لمحور المقاومة .. نعم استشهد الرجل مقاتلاً بطلاً فوق الأرض يخوض حرباً معتقداً أنها ستغير وجهة الشرق الأوسط ولكن خذل بعد اكذوبة وحدة الساحات والرد الخماسي مخلفاً وراءه نكبة فلسطينية أطاحت بقطاع غزّة حجراً وبشراً، ومن ثم امتدّت الكارثة اليوم إلى لبنان والله اعلم ما وراء لبنان من حروب قد تعيد تركيب الشرق الأوسط بالشكل الذي وعد به نتنياهو.