في وقفة تحليلية للكلمة التحريضية التي القاها نوري المالكي رئيس حزب الدعوة التابع لنظام طهران يوم امس والتي تعبر بشكل فاضح عن أنعكاس تام لموقف ملالي طهران بعد فوز الرئيس الامريكي السابق (ترامب) بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي جرت في الخامس من نوفمبر الحالي، يظهر فيها المالكي بوضوح خائفاً، يستشعر الخطر القادم في ظل ما معروف عن تاريخ وسياسة ترامب ازاء العراق. وبالتالي خوف وهلع المالكي من متابعة إدارة ترمب لنفس السياسة ازاء تصفية الارهاب الذي تسبب به نوري المالكي وجماعته وكذلك فتح ملفات الفساد وهدر وتهريب اموال العراق وثرواته الى إيران والجرائم التي ارتكبوها طيلة عقدين من الزمن بحق شعب العراق الأبي.
في هذه الكلمة يطرق المالكي كعادته على الوتر الطائفي، والطائفة الكريمة وابناء الشعب العراقي منه براء، فيستنفر المرجعية والاحزاب المتنفذة وما يسمى بالحكومة والمليشيات التي أستحوذت على السلطة والقوة والمال العام وتسلطت على رقاب العراقيين بكافة طوائفهم ومكوناتهم، فنجده خائفاً مرعوباً يدق ناقوس الخطر تحسباً لفقدانهم السلطة وطردهم الى الحارات والبؤر التي جاءوا منها بحماية وغطاء الاحتلال سنة 2003.
يتحسب المالكي من أن نهايته قد تكون قريبة لإن الولايات المتحدة التي جاءت بهم زمن ادارة بوش الابن بعد احتلال العراق، قادرة على فتح ملفات الفساد والارهاب والقتل على الهوية ومن ثم رميهم والتخلص منهم.
فنجده يكرر أسطوانته المشروخة من عودة حزب البعث المجاهد لكي يستنفر اعوانه ويهددهم بالمصير المظلم ويجمع شتاتهم وبذات الوقت يجد المبررات لأطلاق الحملات الشعواء للأنتقام من مناضلي الحزب والأبرياء من أبناء شعبنا الصابر.
يعرف العراقيون السجل الارهابي لنوري المالكي منذ ان كان مسؤولاً عن العمليات الارهابية في الخارج في حزب الدعوة العميل منذ الثمانينيات، عندما أشرف بشكل مباشر على تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء من المواطنين العراقيين والعرب. وكذلك عندما أمر باطلاق سراح عناصر داعش من سجن ابو غريب سنة 2014 والتسبب بسقوط ثلث العراق بيد التنظيم الارهابي ثم اتخاذ ذلك كذريعة لابادة مدن عراقية بكاملها في واحدة من ابشع جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية التي سيحاسبه عليها القانون العراقي والدولي يوماً.
هذا فضلا عن أهداره المليارات من المال العام وتهريب معظم مبالغ الميزانيات المالية الضخمة من أموال الشعب العراقي الى نظام طهران لتمويل وتسليح الميليشيات لتهديد دول المنطقة.
واليوم إذ يثور الشعب العراقي الابي والعراقيون الاحرار من رجال ثورة تشرين ، ضد الظلم والتخلف والفساد من اجل تطهير البلاد من دنس عملاء طهران ومن الفاسدين، فانهم يثورون مواجهين الظلم والجلادين بصدورهم العارية وسواعدهم القوية دون ان يستجدوا الدعم الخارجي كما يستجديه هذا القزم المرعوب هو وعصابته من إيران.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يشهد له تاريخه الذي امتد لاكثر من سبعة عقود، يفخر بانه كان خلالها المدافع الاول عن قضايا الامة وتحريرها، وعن استقلال العراق وسيادته، ورائد نهضته الحديثة العملاقة قد حقق كل ذلك بتضحيات مناضليه الجسيمة وسواعدهم القوية وعقولهم النيرة لم يستنجد يوما وعبر كل هذا السفر المجيد المعونة والدعم والاسناد من طرف خارجي عربياً كان او أجنبياً.
والشعب العراقي الابي يدرك ان الله تعالى مع الحق وان النصر دائماً حليف الاحرار الاباة المدافعين عن الحرية والعدالة والاستقلال مهما طال الزمن وغلت التضحيات