بعض أهلنا في الجنوب ونتيجة ظلم شيوخ العشائر (الاقطاع) لأبناء عشائرهم ومن يعمل فلاح لديهم، علماً أن جميع الاراضي لدى الاقطاع ليست ملك لهم بل اراضي حكومية يطلق على الزراعية منها أراضي اميرية ممنوحة باللزمة كالاستثمار وكان الاقطاعي يبيع ويصدر المحصول ويدفع الخمس إلى المرجعية في حين الفلاح المسكين لا يحصل إلا ما يشبع بطنه فقط بعد عمل طويل. وحفاظا على كرامتهم تركوا العمل لدى الاقطاع ونزحوا إلى بغداد فكانت اول منطقة يطلق عليها تسميات (الميزرة- شطيط- وغيرها) ولتشويه منظر بغداد فقد وضعت لجنة اعمار العراق مخططات للإسكان ومن ضمنها زيونة واليوموك وغيرها من المدن، وكانت إحداها منطقة الألف دار في بغداد الجديدة وأيضاً المباشرة ببناء قطاع واحد في (مدينة الثورة . سميت هكذا بعد ثورة 14 تموز) من أجل اسكان هؤلاء النازحين وعلى أمل أن يتم بناء قطاعات أخرى لأجلهم، ولكن جاءت ثورة 14 تموز 1958 واوقفت مشاريع اعمار العراق ولم توزع تلك الدور ثم وزعت بعد الثورة وصار معتقد الناس بانها انجازات الزعيم عبد الكريم قاسم (واستمر هذا التزوير الذي روج له الشيوعيين لحد الان).
صدر قانون الاصلاح الزراعي لسنة 1958 والذي حدد ملكية الاقطاع وتم توزيع الاراضي على الفلاحين بواقع (10 مشاير لكل فلاح) فاصدر المرجع في النجف آنذاك محسن الطبطبائي الحكيم فتوى بحرمة الصلاة في الارض المغصوبة واعتبر جميع الاراضي التي وزعتها الدولة على الفلاحين اراضي مغصوبة وهنا اسقط في ايدي المساكين حيث ذهبوا إلى الشيخ الاقطاعي ليعملوا لديه فرفضهم وبموجب الفتوى لا يستطيعون زراعة اراضيهم فاضطروا إلى الهجرة إلى المدن وكان الزخم الاكبر على بغداد وهنا لم تعالج الحكومة المشكلة حل حذري ورغم تشكيل لجنة لدراسة اندماج هؤلاء الفئة من الشعب والتكيف مع اجواء بغداد الاجتماعية وتوصلت اللجنة إلى ان الاندماج لا يتم الا بعد ستة اجيال لكن الزعيم رفض توصيات اللجنة وقام بالترقيع من خلال توزيع اراضي سكنية عليهم بواقع (144 متر) لكل عائلتين مناصفة وعلى اثرها استقال خمسة وزراء من الحكومة ولم يعرها قاسم اهمية وتوزيعه للأراضي السكنية لم تراعي صلة القربي ليجتمع قريبين في ارض واحدة فترى عائلة من العمارة تشاركها عائلة من الناصرية ومن قبيلة اخرى وهذا انطبق على من الثورة والشعلة في بغداد والحيانية والكزيزة وخمسة ميل في البصرة وحي الحسين في العمارة والداموك في الكوت فقام السكان الجدد ببناء بيوت اغلبها من الطين ومن سعف النخيل ونادرا ما تجد من بنى بالطابوق وكثرت مشاكل الاعتداء والسرقات ولان الاغلبية فلاحين فان الامية متفشية بينهم فاضطروا للعمل كعمال بناء او مهن اخرى عامل نظافة ، حارس ، فراش ، ولم توفر الدولة حينها لهم الماء والكهرباء حيث وضعت الدولة اماكن فيها صنابير ماء يتم نقل الماء منها بواسطة الاواني وبعد ثورة 8 شباط تم توصيل اسالة الماء والكهرباء وبسبب المشاكل وضعت مراكز شرطة والتي كانت ضعيفة لان الفقر والجهل وتحكم المعممين له دور فيها بحيث بعض المناطق لاتصل لها الشرطة ولكن الطفرة النوعية خصلت لهذه المدن بعد تأميم النفط حيث تم انشاء البنى التحتية من ماء وكهرباء ومجاري وشبكات هاتف وفتح القروض العقارية وتوفير وسائل النقل.
الا ان الثقافة العامة بان هذه المدن هي من بركات الزعيم بسبب دعايات الحزب الشيوعي آنذاك ولازالت رغم ان التاريخ معروف لكن بعد الاحتلال وللحقد على النظام الوطني انكروا ما قام به لأجلهم ولكن هذا الاعمار لم يكن لصالح العراق والتركيبة السكانية وكان هناك حلول اخرى من اجل حل مشكلة هؤلاء السكان واعادتهم إلى محافظاتهم التي جاؤوا منها وبناء دور سكن لمن يعمل في المصانع وتخطيط مدن جديدة لهم وتعويضهم عن بيوتهم القديمة واعطائهم اراضي ومنح ماليه للبناء ولكن تحرك البعض لغايات مبيتة واقنعوا المسؤولين بان الاعمار أفضل وان هؤلاء هم جنود الثورة وحصل الاعمار فكانت على سبيل المثال مدينة الثورة التي تحولت عام 1964 إلى حي الرافدين ثم عادة إلى الثورة وبعد اعمارها توجه شيوخها وطلبوا من الشهيد صدام حسين ان تسمى باسمه كونه هو من اعلن عن حملة الاعمار وكانت اهازيجهم ( باسم صدام سمينة مدينتنا) وبعد الاحتلال انقلبوا جميعا واطلقوا عليها ( مدينة الصدر المنورة).
إذن من خلال ما ورد من هو الذي ظلم شيعة الجنوب هل النظام الوطني أم مرجعيتهم ومعمميهم، ومن خرب مدنهم وأصبحت تعم بها الفوضى والقتل والخطف والابتزاز واستفحال جرائم الزنا بالمحارم واللواط وحفلات زواج المثليين وتفشي تعاطي المخدرات وشيوع الطائفية.
أينما حلت العمائم واستفحلت حلت الرذيلة والفقر والجوع والأمية وساد الجهل والجريمة.
حينما خرج ثوار تشرين يطالبون بوطن فانهم خرجوا ضد كل الممارسات والفساد الذي تمارسه المرجعيات التي لا تمثل مهج ال البيت الاطهار ولا يمثلون مذهب الامام جعفر الصادق بل يمثلون التشيع الصفوي الذي اوجده عبدة نار المجوسية التي اطفأها الخليفة عمر بن الخطاب في القادسية الاولى ومنع دخولها النظام الوطني بالقادسية الثانية لكنها استفحلت هي وأحزابها وميليشياتها بعد أن تخابرت وتخادمت مع المحتل الامريكي الايراني المجوسي، ولأن الشباب فقدوا معنى الوطن وارادوا اعادة الاعتبار لهذا الوطن ليعود عراقا زاهياً ولكن هذا لا يروق للجهلة والسراق والفاسدين وفاقدي الشرف والضمير الذي تسيدوا على هذا الشعب فوجهوا عبيدهم لضرب اي روح وطنية عراقية أصيلة.
يا شباب العراق انتبهوا على انفسكم فالعراق أمله بكم لأنكم انتم المستقبل وقادته ولا يغرنكم المتخاذلين والخونة ومن يحبط معنوياتكم فأنتم رجال العراق وأنتم سادته ولا مكان لأجنبي ومن يحمل أجندة لغير العراق ولا تعتمدوا على من يزايد على وطنيتكم فالوطن الذي احتل من غير وجه حق، فكل ما بني عليه هو باطل فلا دستور ولا برلمان ولا أحزاب ولا ميليشيات قانونية بل هي الباطل بعينه، وأنتم شباب وثوار تشرين ومن سبقكم في المقاومة الوطنية وشباب الاعتصامات أنتم أهل الحق الذي يجب أن تأخذوه فنظموا صفوفكم ووحدوا اهدافكم والعراق امانة في اعناقكم ولا تتأملوا ممن يزايد بمؤتمرات او سفسطة وتنظير عبر الشاشات لأن الأغلبية تبحث عن الشهرة والمال . من يساندكم يجب أن يتفهم روح الشباب وأن يعملوا وفق القانون لتثبيت حق العراق وحق شعبه بالحياة الحرة الكريمة ووطن ذو سيادة، وأعتقد لديكم أخوة وأساتذة وحقوقيين يعملون لأجل العراق ولا يبحثون عن أطماع سوى أنهم مثلكم يريدون وطن.
من يريد تحرير العراق عليه بدعم الشباب والعمل على نكران الذات لأن المناكفات من أجل موقع قيادي أو زعامة ليست إلا لضعفاء النفوس فلنكن كلنا جنود لهذا الوطن، وأنا شخصياً أتشرف أن أكون خادماً لشباب تشرين الأبطال وهم قادة الثورة.