هاريس أم ترامب..من الذي يريده العالم! بقلم الكاتب الصحافي عبدالله العبادي مؤسس منصة تفكير عربي

كان دونالد ترامب دوما في مواجهة مدعية عامة ومحامية، الأولى في المشهد العام، والثانية في الكواليس. توقع الجميع أن تخرج هاريس لائحة التهم ال34، وستفصلها واحدة واحدة، لمرشح عُرف بالفوضوية.
حملة انتخابية رئاسية بطعم محاكمة علنية، فيها كل العناصر التي لا يشتهيها ترامب، خصوصا وأنه لا يحب المحاكمات، لكن اقتاده الديمقراطيون لهذا الدوامة، ولو تم إحكام الاغلاق جيدا، لما خرج منها سالما، لكنه ترامب ويبقى استثناء في كل شيء.
إلا أنها تبقى استراتيجيات انتخابية، قد تنجح وقد تفشل حسب الكثير من المعطيات والحيثيات، المهم فهم ما يقوم به السياسيون، من عمل وفعل وتحليله بموضوعية.
بالنسبة لبقية غير الأمريكيين، تتلخص الانتخابات الرئاسية الأميركية في أن كامالا هاريس تمثل الاستمرارية، بينما يمثل دونالد ترامب الفوضى، لذلك يكون السباق الرئاسي الأمريكي قد فتح كل التكهنات المستقبلية لما سيصير عليه العالم.
إلا أن هناك إدراك كبير وعميق يتنامى في الخارج، مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد القوة الوحيدة العظمى في العالم، وأن هناك دول ومناطق ناشئة يجب الإنصات لها. محور موسكو بيكين يسبب الكثير من القلق لكل السياسيين الأمريكيين، فأمريكا لم تعد تحدد كل الخيارات والقرارات الدولية، لكنها لا تزال تملك تأثيراً كبيراً عالميا.
في خضم هذا الصراع الدولي المتزايد، وعدم الاستقرار العالمي الذي يواجه تحديات كبيرة، والذي أصبح اليوم أكثر تعقيداً وتشابكاً من الأمس، حيث تعددت القوى المؤثرة دوليا وتزايد التنافس على النفوذ.
ينتظر العالم حاكم البيت الأبيض الجديد ليرى ما سيفعله في حرب تجارية مع الصين ومعاهدات المناخ والكثير من القضايا العالقة التي تتطلب العمل الجماعي الدولي.
التنافس الرئاسي الأمريكي ليس صراعا على مستقبل الديمقراطية أو الأمن العالمي، الكل يعرف ذلك والتاريخ خير شاهد. إلا أنه قد يغير الكثير من المعالم الحديثة للوضع الدولي الراهن كالحرب في أوكرانيا والحروب بالشرق الأوسط ومستقبل الاتحاد الأوروبي وموضوع الهجرة، كلها مسائل تؤثر بها السياسة الخارجية الأمريكية بشكل كبير.
سواء كانت هاريس أو ترامب، فالعالم سيشهد المزيد من الصراعات في ضوء ما يجري من توترات إقليمية، لن تحل إلا بإحكام العقل وطاولة المفاوضات والحلول السلمية.
وتبقى الانتخابات الأمريكية كباقي الانتخابات في بلاد آخرى، الفرق الوحيد هو أنها لا زالت تكتسب صفة قوة عظمى لها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *