في خضم الأحداث المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، يبرز الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كأحد أكثر القضايا تعقيدًا وتأثيرًا على المنطقة. ومع تصاعد التوترات والاشتباكات واغتيال القادة العسكريين في فلسطين ولبنان، تتجه الأنظار نحو لبنان، البلد الذي لطالما كان في قلب الأحداث الإقليمية، ليجد نفسه مرة أخرى متأثرًا بتداعيات هذا الصراع المستمر. نظرا لدعمه للمقاومة الفلسطينية.
لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، يجد نفسه أمام تحديات جديدة نتيجة للتوترات المتزايدة على حدوده الجنوبية. فمع كل تصعيد في الأراضي الفلسطينية، تتزايد المخاوف من انتقال شرارة الصراع إلى الداخل اللبناني، خاصة في ظل وجود جماعات مسلحة – حزب الله – قد تسعى لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
التاريخ يشهد على أن لبنان كان دائمًا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ومع كل جولة جديدة من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تتجدد المخاوف من أن يتحول لبنان إلى ساحة مواجهة جديدة. هذا السيناريو ليس بعيدًا عن الواقع، خاصة في ظل التوترات السياسية الداخلية والانقسامات الطائفية التي تجعل من لبنان أرضًا خصبة لأي تصعيد محتمل.
من الناحية الاقتصادية، فإن أي تصعيد عسكري في المنطقة ينعكس سلبًا على الاقتصاد اللبناني الذي يعاني بالفعل من انهيار شبه كامل. فالتوترات الأمنية تؤدي إلى تراجع الاستثمارات وتفاقم الأزمات المعيشية، مما يزيد من معاناة الشعب اللبناني الذي يعيش تحت وطأة ضغوط اقتصادية غير مسبوقة.
على الصعيد السياسي، يجد لبنان نفسه في موقف حرج، حيث يتعين عليه الموازنة بين الضغوط الدولية والإقليمية وبين مصالحه الوطنية. فبينما تسعى بعض الأطراف الداخلية إلى دعم القضية الفلسطينية بشكل علني، تجد الحكومة اللبنانية نفسها مضطرة لاتخاذ مواقف أكثر حذرًا لتجنب الانزلاق في صراع لا طائل منه.
في الختام، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للبنان أن يحمي نفسه من تداعيات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟
هل تكمن في تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى تبني سياسة خارجية متوازنة تضمن حماية المصالح اللبنانية دون الانجرار إلى صراعات إقليمية قد تكون عواقبها وخيمة.
ام للقارئ رأي اخر.
محمد زيدان عواد خفاجي
باحث سياسي