د. علي القحيص
كاتب سعودي
«وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا» هو تعبير تأكيدي وإثبات لايقبل الشك والريب في اللغة العربية ،مقتبس من قول الله تعال في محكم تنزيله، القرآن الكريم، يُستعمل هذا التعبير لإضفاء طابع الشرعية و التاكيد والجزم و ترسيخ الصدق على الحق في صراع تتداخل فيه مصالح أطراف مختلفة حول ثبوت الحق لتظهر الحقيقة ويفند الباطل.
واقتبسنا هذه الآية الكريمة والكلام المأثور بعد تصريح رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسرور البرزاني ، حيث صرح بحسابه الشخصي غبر منصة (× )تويتر سابقا،بتاريخ 16 مارس 2024،
بقولة إن إيران هي من ضربت مدينة حلبجة الكردية بسلاح ( الكمياوي – غاز السيانيد)، المحرم دوليا، وعزز تغريدته للاثبات بصورة لتلك المرحلة ، وهي صورة لطيارة حربية ايرانية من نوع (f 4)، أمريكية الصنع اثناء رميها الكمياوي القاتل على ابناء حلبجة ، وهذة الطائرات الامريكية ما كان يملكها سلاح الجو العراقي في ايام الحكم الوطني لنظام الرئيس الراحل صدام حسين ” رحمه الله” .
حيث كان الجيش العراقي السابق في تلك المرحلة يمتلك ويستخدم الطيران الحربي ( الروسي والفرنسي ).
وهذه الجريمة المدانة ، سبق وان تبرء منها و نفاها العراق مرارا وتكرارا قبل واثناء الغزو الامريكي للعراق عام 2003 ، وحتى اثناء محاكمة رموز وقادة العراق في الحكم السابق ، نفوا نفيا قاطعا في المحكمة المزعومة تلك الإتهامات المغرضة الكاذبة ضد الجيش العراقي بإتهامه بالقيام بتلك الجريمة البشعة ضد الاخوة الكرد ، واكد الرئيس الراحل صدام حسين و كذلك مساعده علي حسن المجيد ، انهما ليس لديهما علم ابدا بهذة المأساة التي جرت اثناء الحرب العراقية الأيرانية (1980- 1988)، التي انتهت بالنصر العراقي على إيران بتاريخ 8 / 8 / 1988، الساعة الثامنة مساءا، في بيان رسمي اطلق عليه يوم النصر العظيم.
والجدير بالذكر أن مدينة حلبجة الكردية شمال العراق ، تعرضت للابادة الجماعية الشنيعة في مارس 1988 قبل إنتهاء الحرب بأشهر، الى دمار وقصف ورمي غاز السيانيد على سكانها وتصفيتهم، مما تسبب بموت وبمقتل 5000 انسان كردي . وظلت هذة الجريمة في طي الكتمان لحين دخل العراق الكويت عام 1990، فنشرت وسائل الاعلام الأمريكية والغربية والعربية آثار وصور فضيحة تلك الجريمة المأساوية، التي في حينها اتهم فيها العراق وجيشه بإرتكاب هذة الجريمة النكراء ضد الإنسانية.
واليوم وبعد هذا التصريح الرسمي من قبل السيد مسرور برزاني رئيس إقليم كردستان العراق ، وهو المعني الأول والأخير بمعرفة خفايا واسرار تلك المأساة بدقة لاتقبل الشك، التي تعرض لها شعبه ، وعليه وبعد هذا التصريح الرسمي المهم ، اعتقد تترتب أمور مهمة وكثيرة وحساسة، تكشف حقيقة المجرم والمسؤول الاول عن ارتكاب تلك الجريمة النكراء البشعة المدانة من الجميع .
ولننتظر ماذا سيترتب على هذا التصريح المهم ، الذي استل الستار وكشف القناع المزيف عن مجزرة وارتكاب جريمة إنسانية نكراء وقضية مهمة اشغلت العالم في حينها ، استخدمت ذرائعها ضد بلد عربي تعرض لاقسى واشد العقوبات الظالمة ، والحروب الجائرة المدمرة ، والغزو الغاشم الذي دمر البشر والشجر والحجر ، عبر أساليب كاذبة وحجج واهية وإتهامات باطلة أنطلت على الكثير من صدق هالة الاعلام في ذلك الوقت ، أبرمت وحيكت في أروقة ودهاليز السياسة و الزوايا المظلمة ، لتدمير عراق الأنبياء والاولياء والحضارات دار السلام