بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ .صدق الله العظيم } الانفال (60(
صدق الله العظيم
أيها الشعب العراقي العظيم
أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
أيها الأحرار في كل مكان
يحتفي العراقيون الأحرار في السادس من كانون ثاني من كل عام بذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل العزيز على قلوبهم، حيث تمثل هذه المناسبة عنواناً للشجاعة والبطولة والعطاء الغزير، ويأتي اعتزاز أهل العراق بها كونها ترتبط بالعديد من المواقف الوطنية والقومية التي ساهم فيها جيش العراق الباسل.
هذا الجيش الذي ولد من رحم شعبنا العظيم، فارتبط تاريخه والتصق بسجايا وأخلاق وتطلعات أبناء العراق الأصلاء، وقد مثل هذا الجيش امتداداً لكل المراحل المهمة في تاريخ الشعب منذ عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية ثم في عصر صدر الرسالة الإسلامية، وحتى العصر الحديث حيث يمثل جيش العراق امتداداً لكل هذا التاريخ المجيد.
أيها الأحرار في كل مكان
إن جيش العراق الباسل كان وما زال وعلى امتداد تاريخه الطويل ملتصقاً بالشعب التصاقاً جوهرياً، وكان رجاله الأشاوس يحملون آمال وآلام وأحلام وطموحات أبناء الشعب، فكان لهم الدور الأبرز في مواجهة التحديات الخطيرة، فيتقدمون الصفوف دفاعاً عن الشعب. وقد مثلوا طلائع قياداته للخلاص من حالات التراجع والنكوص والسبات التي مرت على البلاد في أوقات مختلفة، فتبوؤا قيادة ثورات العراق التحررية الكبرى في العصر الحديث.
وما أن أشرق ذلك الصباح من يوم السادس من كانون ثاني 1921 وعبر مسيرة كفاحه الطويلة كانت مساهمات جيش العراق الوطنية والقومية المتميزة خالدة في سفره الكبير سواء على مستوى الدفاع عن العراق وضمان أمنه واستقراره وسيادته، أو على مستوى العمل القومي الكفاحي للدفاع عن أرض العروبة أينما اقتضت الحاجة، ولعل فلسطين كانت تاج رأسه، فكلما ذكرت فلسطين، ذكر معها مواقف الجيش العراقي الباسل عبر كل مراحل الصراع مع العدو الصهيوني. وفي التصدي للعدوان الإيراني الهمجي الذي اعتمد على استراتيجية تصدير الثورة المنحرفة إلى بلادنا، ومنها إلى إعادة ما يسمى بالإمبراطورية الفارسية، وقف جيش العراق الأغر متصدياً بقدراته التسليحية وشجاعة رجاله الأبطال ليكونوا مصداً صلباً ضد هذا العدوان، فخاض جيش العراق ورجاله الأشاوس غمار حرب ضروس امتدت لثمان سنوات كان العطاء فيها غير محدود، مما أثار حفيظة أمريكا ودول أخرى في التآمر على بلادنا خلال أزمة الكويت، وما تلاها من عدوان شاركت فيه عشرات من الدول التي تأتمر بأمر القطبية الأمريكية، فخاض فيه أبطال جيش العراق قتالاً غير متكافئ بحجم ونوع وقوة التسليح، ومع ذلك كله كان أداءً متميزاً وبطولياً مشهوداً.
يا أبناء شعبنا الصابر المحتسب
لم يكتفِ أعداء العراق بما ألحقوه من أذى في البنية الأساسية والقتالية لجيش العراق بل اجتمعوا مجدداً في سنة 2003 وبتعاون خبيث من أطراف متعددة لاحتلال العراق، ولكن رجال جيش العراق العظيم وبسبب اعدادهم المعنوي وروحهم الوطنية التي تربوا عليها، فقد شكلوا بعد الاحتلال نواة المقاومة الوطنية العراقية التي وقفت بوجه قوات الغزو والاحتلال وتصدت لمشروعه الخبيث، وساهمت مع أبناء الشعب في طرد الغزاة وتخريب مشروعهم الاحتلالي البغيض، وقدم جيش العراق العظيم بطولات كبرى وعمليات متميزة دفع الكثير من قادته ورجاله أرواحهم فداء على طريق التحرر الوطني، ولا زال الأحياء منهم على عهدهم لبلادهم.
كان جيش العراق يمثل عنواناً بارزاً لوحدة الشعب، فانصهرت في ثناياه كل المسميات العرقية والدينية لتذوب في روح سامية شعارها حب العراق والتضحية من أجل سيادته واستقلاله، وكان الجميع يتسابقون لتحقيق هذا الهدف النبيل، فشكلوا بتضحياتهم الجسيمة عمق الوحدة الوطنية والانتماء الحي للمؤسسة العسكرية بعيداً عن الولاءات الضيقة التي نشهدها اليوم بعد الاحتلال. وفي هذا المجال لم يكتفِ جيش العراق بأدواره الوطنية فحسب فقد كان مدافعاً عن أمة العرب ومشاركاً فاعلاً في كل المعارك القومية الكبرى ومسانداً لإخوته العرب في كل ملاحم التحرر والاستقلال الوطني والقومي.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
اليوم يقف رجال العراق الأصلاء وفي مقدمتهم رجال جيش العراق وقواته المسلحة على أهُبة الاستعداد ليتقدموا الصفوف لخلاص شعب العراق من أزمة الاحتلال وحكوماته العميلة التي تركها خلفه، وليساهموا جميعاً في إعادة بناء بلدهم مجدداً ليعود العراق حراً مستقلاً كما كان، وليتمتع أبناؤه بخيراته الكثيرة والمتنوعة وليعيشوا على أرضه الطاهرة أخوة متحابين لا يفرق بينهم محتل ولا طامع بأرضهم وخيراتهم، وأضحى هذا اليوم قاب قوسين أو أدنى. ومن الله العون والتوفيق.
تحية مقرونة بالتقدير والمحبة لكل رجال جيش العراق الباسل وقواته المسلحة قادة وآمرين
ومقاتلين، وإلى الذين لم يهتز إيمانهم بالعراق الأشم وبوحدته الوطنية.
التقدير والعرفان والاحترام إلى شهدائه الأبرار الذين روت دماؤهم أرض العراق الطاهرة وأرض العروبة التي قاتلوا فيها دفاعاً عن الحق، وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شِماله إلى أقصى الجنوب
تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.
القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله
6 كانون الثاني 2025