الاعلام هو لسان حال السلطات والمعبر عن عقلية وروح وميول واتجاهات الجماهير. ووحدة الخطاب الاعلامي العربي عبر وسائل الاعلام العربية في ظل التطور التكنولوجي الكبير اليوم مع زيادة خبرات القائم بالإتصال وإلتزامه بمقومات التربية الاعلامية ، يعني وحدة الأفكار والرؤى والسياسات المشتركة التي تمثل القرار الواحد . والعلاقة تفاعلية بين وحدة الخطاب الاعلامي وبين وحدة العرب ، فأحدهما يكمل الآخر ومرتبط به.
والخطاب الاعلامي كما بين مفهومه ، محمود سيد محمد علي ، صنف من الخطابات المتغلغلة في أعماق الحياة الاجتماعية المؤثرة فيها والمتأثرة بها، مقامه من المقامات التي لها السيادة في سلم الخطابات المعرفية الأخرى، كما يعد صناعة ثقافية بأتم معنى الكلمة تتكاثف على إنتاجه وسائط متعددة يظهر ذلك في طبيعة الرسائل التي تتدفق عبر هذا الخطاب وسرعتها وطرق توزيعها وكيفية تلقيها .
ومن هنا يتطلب الأمر الانصهار السياسي للساسة والحكام العرب لللخروج بمسار واضح متفق على السير فيه من الجميع بمنأى عن التطرف والطائفية والتبعية والمصالح ، مراعاة لمصلحة الأمة وجماهيرها. ومن خلال ذلك يتسنى للاعلام تجسيد رسالة اتصالية واحدة بمنأى عن التشويش قادرة على تمثيل الموقف العربي الواحد بحيث يمثل خط صد منيع أمام إنسيابية وتغلغل البروباغاندا المعادية ، وقادرة على تشكيل الأنماط الفكرية للشعب العربي والتعامل مع أنماط وثقافات الدول الأجنبية. وبذلك فإن وحدة الخطاب الاعلامي يعني وحدة العرب