ماقل ودل البروفيسور عبد الكريم الوزان ” بين الهجر والمودة”

يقول الشاعر والفقيه جلال الدين الرومي 604 هـ – 672 هـ: “من أرادَ هجرك وجدَ في ثُقب البابِ مخرجًا، ومن أرادَ ودَّك ثَقَبَ في الصخرةِ مدخلاً.”
لقد كان الناس في السابق يتواددون ويتحابون ويصدقون في ودهم ومحبتهم بدءاً من أفراد الأسرة الواحدة ثم الأقارب والأصدقاء وصولا للجار والمدرسة والمصنع وفي كل مكان تطأه أقدام البشر.
ورسولنا الكريم ﷺ يقول : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . لكن كل هذا تراجع اليوم بشكل كبير . فما الذي نجنيه من الصد و الهجر والبغضاء والضغينة سوى الألم والفراق والوحدة وتفكك أواصرنا الإجتماعية؟. وما عدا مما بدا اليوم ؟. هل هو ضعف البصيرة وانعدام الحكمة ؟، أم بسبب تعقيدات الحياة بمختلف ميادينها؟، أم ابتعادنا عن الدين والثوابت ؟، أم إختلاطنا بأجناس الأرض خارج الحدود عبر العالم الاتصالي المفتوح؟، أم هو الجبروت والطغيان ومنطق القوة الخارقة وفارق التكنولوجيا بين الدول ؟.
مهما تعددت الأسباب فإن الحقيقة تكمن في وجود الشعور الانساني، وذلك كاف لجعل الانسان نافعا ودودا مسالما منتجا حريصا على النسيج الاجتماعي، وهذا الشعور كما يتيح للفرد التمتع بالحياة فإنه ينبئه بزوالها. ومن هنا يتحتم عليه التفاعل ايجابيا مع بني جلدته، فيعيش أفراحهم وأتراحهم ، دون أن يتحجج عليهم بحجج واهية ليفارقهم بعدها تحت تأثير الجهل والتعصب والمصلحة وسوء الظن. وهكذا نمني أنفسنا بأن نود بعضنا البعض حتى لو تطلب الأمر أن.. نثقب في الصخرة مدخلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *