الحرب السورية الحالية والتي يقودها الفصائل المعارضة لنظام الأسد أدت إلى تغييرات جذرية في توازن القوى في الشرق الأوسط. حيث ان تدخل الدول الإقليمية والدولية لدعم الفصائل المسلحة المختلفة أدى إلى تعقيد الصراع في سوريا.
في الوقت الحالي، تسيطر الفصائل المسلحة المعارضة على مدن مهمة مثل حلب وحماة، بعد انسحاب الجيش السوري منها لتجنب القتال العنيف داخل المدن. هذا الوضع يعكس تراجعًا كبيرًا لقوات النظام السوري وداعميه من روسيا وإيران.
التأثيرات الإقليمية
التأثيرات الإقليمية للصراع السوري ما زالت تتكشف، مما يؤثر على السياسة والأمن في المنطقة بشكل مستمر
إيران كانت واحدة من أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد. من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي، عبر دعم جماعات مثل حزب الله. هذا الدعم ساهم في تقوية المحور الشيعي في المنطقة، مما شكل تحديًا للدول السنية مثل السعودية.
من ناحية أخرى، قامت السعودية بدعم الفصائل المعارضة لنظام الأسد بهدف تقويض النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة. هذا الدعم يأتي في إطار التنافس الطويل الأمد بين السعودية وإيران على النفوذ في الشرق الأوسط، وهو تنافس يمتد أيضًا إلى اليمن حيث تدعم السعودية الحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
تركيا لعبت دورًا بارزًا في الصراع بدعمها للفصائل التركمانية والإسلامية المعارضة للنظام السوري. هذا الدعم كان يهدف إلى تحقيق أهداف تركيا الإقليمية، بما في ذلك منع تشكل كيان كردي مستقل على حدودها. التدخل التركي أدى إلى سيطرة تركيا على مناطق حدودية هامة في سوريا، مما زاد من نفوذها في الصراع.
روسيا تدخلت عسكريًا لدعم نظام الأسد، مما غير مجريات الحرب لصالح النظام. التدخل الروسي كان جزءًا من جهود موسكو لتعزيز نفوذها العالمي وإظهار قوتها العسكرية. الدعم الروسي لنظام الأسد أتاح لروسيا موطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة الأمريكية دعمت الفصائل المعتدلة والقوات الكردية لمحاربة داعش والسيطرة على المناطق الشرقية من سوريا. هذا الدعم كان يهدف إلى موازنة النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة. الدور الأمريكي في الصراع كان أيضًا جزءًا من استراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع توسع الجماعات المتطرفة.
مستقبل الحرب
مستقبل الحرب السورية يحمل العديد من السيناريوهات المحتملة. قد يؤدي استمرار الصراع إلى مزيد من التدهور الإنساني والاقتصادي، مع زيادة عدد اللاجئين والنازحين. من ناحية أخرى، قد تفتح التطورات الأخيرة الباب أمام فرص جديدة للتفاوض والحل السياسي، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية على الأطراف المتنازعة
والان عزيزي لقارئ: هل تعتقد أن الحل السياسي ممكن في ظل التعقيدات الحالية، أم أن الصراع سيستمر لفترة أطول؟
محمد زيدان عواد خفاجي
باحث سياسي