تصاعد الصراع الداخلي في إيران: اغتيال 2 من قضاة المحكمة العليا وجرح ثالث – الاستاذ عادل السويدي

الترجمة اولا لنصر الخبر بالفارسية التي أورده المصدر الرسمي الايراني (وكالة تسنيم)

ترجمة ثم تعليق: عادل السويدي

تفاصيل محاولة اغتيال 3 قضاة في المحكمة العليا بطهران

– الساعة 10:45 من صباح اليوم، تعرض ثلاثة من قضاة المحكمة العليا في البلاد لمحاولة اغتيال بالقرب من منتزه المدينة.

قتل قاضيان من المحكمة العليا وهما حجة الإسلام محمد مقيسة وحجة الإسلام علي رازيني، بينما أصيب القاضي ميري وأحد الحراس بجروح.

المصدر : وكالة تسنيم

 

توضح هذه العملية أن الصراع داخل أروقة نظام الملالي قد بلغ ذروته، إذ باتت التصدعات الداخلية واضحة أكثر من أي وقت مضى. ويمكن تفسير هذه التطورات المتوقعة بأنها جزء من تصفيات داخلية بين أجنحة مافيا النظام، التي تتنافس على النفوذ والسلطة وإلغاء الآخر، في ظل تراجع شرعية النظام داخلياً وخارجياً.

هذا الانهيار التدريجي لنظام الملالي لا يمكن فصله عن فشل استراتيجيته التوسعية في المنطقة. فالنظام الإيراني، الذي كان يعتمد بشكل كبير على تصدير أزماته إلى الخارج من خلال دعم الميليشيات والهيمنة واحتلال دول عربية مجاورة له مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، بدأ يفقد قبضته نتيجة الضغوط الدولية وفشله في ادارة التخريب والدمار الواسع الذي أحدثه فيها، من جهة، والمقاومة الداخلية في تلك الدول لسياسات الملالي، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها في الداخل الايراني، من جهة أخرى.

ان نظام الملالي الذي بنى مشروعه على ما يمكن وصفه بـ”إمبراطورية الزجاج”، يدرك استراتيجيا هشاشته الجغرافية والديمغرافية. فالتنوع العرقي والقومي داخل إيران، والموقع الجغرافي المحاصر بالخصوم، جعلاه يعتمد على استراتيجية التوسع العدواني لتأخير انهياره الحتمي. من هنا، يمكن فهم أن النظام حاول التمدد خارج حدوده الجغرافية لإطالة أمد بقائه، ولكنه الآن يواجه نتائج عكسية، حيث أدى هذا التوسع إلى استنزاف موارده وتفاقم الأزمات داخلياً، وخصوصا التآكل الكبير للمؤسسات النظام نفسه والصراع الدموي المهيمن داخل اروقته ومافياته الداخلية.

إن تصاعد الأحداث الداخلية، سواء عبر الاحتجاجات الشعبية المتزايدة أو عمليات الاغتيال والتصفيات بين رموزه، يشير إلى أن النظام قد فقد السيطرة على استقراره الداخلي. في نهاية المطاف، فإن “نظرية الأربعين عاماً”، التي تنص على أن أي نظام سياسي إيراني يحكم إيران منذ قرن يستنزف نفسه داخلياً ضمن هذا الإطار الزمني، وتبدو في طريقها إلى التحقق. ومع انهيار أسس نظام الخميني الدموي، يبدو أن إيران تسير بخطى متسارعة نحو مرحلة جديدة من الفوضى والانهيار السياسي وبدء مرحلة جديدة قريبا في هذه الجغرافيا.

2025-01-18

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *