سعادتي بحضور الدورة الرابعة والثلاثون للمؤتمر القومي العربي: قلب واحد وروح عربية واحدة

سعادتي بحضور الدورة الرابعة والثلاثون للمؤتمر القومي العربي: قلب واحد وروح عربية واحدة
الاستاذ الدكتور قيس عبدالعزيز الدوري
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
اليوم، وأنا أحضر الدورة الرابعة والثلاثون للمؤتمر القومي العربي في بيروت، يغمرني شعور عميق بالفخر والانتماء. أكثر من 250 شخصية عربية اجتمعت هنا على قلب واحد، وكلنا ندرك أن حضورنا ليس مجرد اجتماع، بل هو فعل حي يعكس وحدة الأمة العربية، روحها الحية، وعزيمتها الثابتة على دعم فلسطين ولبنان وكل قضايا العرب العادلة.
كمؤرخ، أشعر بسعادة مزدوجة: أولاً، لأنني أشهد هذه اللحظة التاريخية، وأدوّن كل كلمة، وكل موقف، وكل شعور، كي تبقى شاهدة على وحدة الأمة وعطاء أبنائها. وثانياً، لأنني جزء من هذا الفعل النضالي، جزء من رسائل الحب والدعم التي نرسلها لشعب فلسطين، ولأهل لبنان، ولكل عربي يؤمن بالكرامة والحرية.
الوحدة العربية تتجسد هنا
في قاعة المؤتمر، تتلاقى القلوب العربية من المحيط إلى الخليج، من المغرب إلى المشرق، في لوحة مذهلة من التضامن والمحبة. الوحدة العربية ليست شعاراً هنا، بل واقع حي يُصنع بالوفاء والعمل المشترك. إن حضور كل هؤلاء الرجال والنساء من مختلف الأقطار، ومن جميع الأديان والمذاهب والطوائف، يؤكد أن قوة الأمة في توحدها وأن رسالتها واحدة مهما تفرقت الجغرافيا أو تعددت الخلفيات.
الأستاذ معن بشور: قلب وروح المؤتمر
الأستاذ معن بشور، شيخ العرب، هو نبض هذا المؤتمر وعماده الصلب. عربي أصيل، مسيحي الهوية مسلم الهوى ، محب لكل أطياف الوطن العربي، يتخطى كل حدود الطائفية والمذهبية والأعراق والأديان. بحضوره وإدارته الحكيمة، استطاع أن يوحّد الجميع حول قضية واحدة: الوحدة العربية ودعم فلسطين ولبنان. هو مثال حي على القيادة الحقيقية التي تقوم على الحب، والإيمان بالإنسان، والشجاعة في مواجهة كل التحديات. كل كلمة ينطق بها، وكل تحرك يقوم به، يعكس التزامه العميق بالقيم العربية الأصيلة، ويزرع في قلوب الحاضرين شعوراً بالفخر والانتماء.
رحاب مكحلي: الجندي المجهول والإصرار الصامت
ولا يمكن أن ننسى الأخت رحاب مكحلي، الجندي المجهول الذي يقف خلف كل تفاصيل نجاح المؤتمر. بصمتها وإخلاصها وعملها الدؤوب، تضمن أن كل جلسة وكل نقاش يسير بسلاسة وفعالية. هي مثال على التفاني الحقيقي، على الحب الصامت للوطن، وعلى قدرة الفرد على أن يحدث فرقاً كبيراً في صناعة الأحداث التاريخية. رحاب ليست عضوة الأمانة العامة أو منسقة، بل روح داعمة ويد حانية لكل من يسعى لوحدة الأمة وكرامة شعوبها.
إشادة بالدور الإقليمي والدعم العملي
المؤتمرين لم ينسوا الدور الكبير الذي قامت به بعض الدول، مثل قطر دوحة العز ومصر في وقف شلال الدم ودعم جهود التضامن العربي، مؤكدين أن العمل المشترك والتضامن العملي هما ركيزتا أي وحدة عربية حقيقية.
خاتمة: رسالة أمل وإصرار
أنا اليوم لست مجرد شاهد، بل مشارك ومؤرخ، أكتب كل لحظة وكأنني أرسم لوحة حية لوحدة الأمة وعزتها. هذا المؤتمر يذكّرنا بأن في الأمة العربية رجالاً ونساءً شرفاء، قادرين على تجاوز الطائفية والمذهبية والأديان والأعراق من أجل قضية واحدة: الحرية، الكرامة، والوحدة.
تحية حب يا فلسطين…تحية حب إلى لبنان و تحية حب لكل عربي حرّ يسعى للحق.ومعكم، سأظل أدوّن كل لحظة، لأن هذه اللحظات هي نبض الأمة الذي لا ينطفئ، وهو وعد بأن العروبة ستبقى حية، ما دام فينا من يحمل مشعل الحق والكرامة، مثل الاستاذ القدير معن بشور و الاستاذة رحاب مكحلي، وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث التاريخي.



