اخبار الأحواز العربية
أخر الأخبار

كيف يصنع خامنئي والحرس الثوري جواسيسهم الاحوازيين وغيرهم بيننا؟ من الفقر والتهميش والبطالة إلى أحضان الملالي لإدامة: (إمبراطورية الدم) عادل السويدي

عادل السويدي

المقال الرائع ادناه للكاتب أحمد برقاوي يبرز فيه تحليلا ملفتا يجعل قارئه يستوعب كيف أن عقودا من الاستبداد والتهميش والفقر والظلم وفرض البطالة وطول أمد البيئة الأمنية تنتج بعد فترة فئات وشرائح شعبية هشة يسهل استغلالها وتجنيدها كعملاء وجواسيس من قبل نظام الملالي، الذي استثمر هذه الشرائح (في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وغيرها) ليقيم ما يمكن تسميته ((مصنع العملاء)) بين دول المنافي الأوروبي (كما ونوعا).

فالـ(الكم) التجسسي يتمثل في توزيعهم كأعداد كبيرة من العملاء على مهمات أمنية حيوية لطهران -من اختراق المجموعات والأحزاب الأحوازية إلى الإبلاغ المستمر لضابط الارتباط الإيراني لجمع المعطيات في [بنك المعلومات] وتلقي الأوامر المتواصلة من المركز/الضابط-، بينما (النوع) يتمثل في غرس عناصر مؤثرة في (مؤسسات إعلامية ومراكز دراسات) بتوزبعهم في اهم القنوات العربية والخليجية والإيرانية والأوروبية كصحفيين وإعلاميين ومتخصصين بالشأن الإيراني والعربي [لأنهم يجيدون بحرفية اللغتين : العربية والفارسية واللغة الاوروبية الثالثة] وكذلك ارسالهم كمستثمرين ممولين وتجار حاملين جوازات أوروبية أو أمريكية أو كندية او استرالية، وهو الأمر الذي يعزز قدرة النظام على جمع المعلومات واستهداف الوطنيين ورموز المعارضة وإدامة شبكته الاستخبارية ونفوذه خارج الحدود، وبالتالي يوحي للمراقب قوة امتداد الملالي لامبراطوريتهم في المنطقة وتأثيرهم العالمي !!.

فلنقرأ تحليل الأستاذ أحمد برقاوي أدناه….

خطر الفئات الرثة الهامشية
بقلم: أحمد برقاوي

من سوء حظ العرب التاريخي أن تكونت على امتداد عقود من الفقر و الفساد المرتبطين بالإستبداد السياسي فئات اجتماعية رثة هامشية جداً، والفئات الهامشية الرثة بالتعريف هي الفئات الفقيرة ذات التعليم المتدني جداً التي لا تدخل سوق العمل الاجتماعي وتمارس أحط الأعمال المحطمة للقيم وتعيش في ما كان يسميه الفيلسوف هربرت ماركوز مدن الصفيح. أو ما يعرف في المدن العربية الأحياء العشوائية ، التي تضم مئات الآلاف من المهاجرين الريفيين. هذه الأحياء التي تفتقد، أغلبها، إلى منجزات الحضارة التقنية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم.

وقد أطلق العرب على الفئات الرثة الهامشية أسماء كثيرة منها: الرعاع والدهماء والحرافيش والمجاريد، وتسمى في علم الاجتماع الفئات الرثة، أو البروليتاريا الرثة. يتمثل خطر الفئات الهامشية بتراكم حقدها على الحياة، ذلك أنها تعيش تناقضاً حاداً بين حاجاتها وبين قدرتها على تلبية الحاجات هذه. فتعبر عن حقدها هذا عبر ثقافة رعاعية لامنتمية ولا حدود لسلوك المنتمين إليها.

فالقتل والسرقة والاعتداء وممارسة الأعمال المسيئة للقيم وما يترتب على ذلك من سلوك أخلاقي مناف للقيم العامة كالسب والشتم وتدمير قيم الاحترام، كل هذا هو ما يكّون أخلاقاً، ولهذا سماها الفيلسوف الإيطالي حزام الفاشية، هذه الفئات التي تكونت بفعل السلطات العسكرتارية الفاسدة والقمعية جدا، كما قلنا،، والتي لم تحقق التنمية المطلوبة ولا الإنصاف المجتمعي، ولم توفر أسواق عمل تستوعب ملايين الباحثين عن فرص عمل تحقق لهم حياة كريمة، نقول هذه الفئات، وجدت نفسها أمام اصطياد مزدوج: اصطياد السلط الحاكمة بجرهم إلى أدوات أجهزة قمعها من جهة، واصطياد الحركات العنفية الأصولية من جهة ثانية.

واصطياد هذه الفئات أمر سهل جداً وذلك بسبب حاجاتها الحياتية من جهة وبسبب فقرها الثقافي الروحي من جهة ثانية.

في أخلاق الرعاع يصبح كل شيء مباحاً: إنه عالم تتحطم فيه القيم كلها، من القيم الدينية إلى القيم الاجتماعية إلى القيم الإنسانية إلى القيم العلمية إلى القيم المؤسساتية إلى القيم الوطنية، هذه الكارثة الكبرى التي حلت بكثير من بلاد العرب هي أكبر بكثير من أي كارثة أخرى. أجل ثقافة رعاعية تشكل عصبية للجماعة التسلطية الحاكمة وعصبية للجماعات العنفية الأصولية.

ولهذا فإن مقاربة ما يجري اليوم من عنف لا يمكن أن تكون مقاربة صحيحة دون أن نأخذ هذه الظاهرة الطبقية في الحسبان.

بل أقول أكثر من ذلك: إن القوة التدميرية للفئات الرثة الهامشية لا حدود لها، ولهذا فإن السلط المستبدة وقيادات الجماعات العنفية تحولها إلى طاقة هائلة في التدمير لتحقيق أهدافها. حسبنا النظر إلى الطاقة التدميرية لأدوات النظم المستبدة في العراق واليمن وسوريا وليبيا والميليشيات التابعة لها والطاقة التدميرية لأدوات القاعدة وداعش وحزب الله والحوثيين. وما شابه ذلك.

وعليه فإن استعادة الحياة الطبيعية للبلاد غير ممكن إلا بتجاوز رعاعية الجماعات التسلطية ورعاعية الجماعات العنفية. وإذا عدنا إلى قول غرامشي بأن هذه الجماعات هي حزام الفاشية أدركنا الخزان البشري الذي مد ويمد الجماعات التسلطية الحاكمة والجماعات العنفية الأصولية، والتي سرعان ما تتجاوب مع الأيديولوجيات التعصبية من أيديولوجيات طائفية ومناطقية وأصولية.. الخ.

بل والأخطر من ذلك أنه تتشكل مع الأيام زعامات لهذه الفئات تعرف نقاط ضعفها ونقاط قوتها فتقدم الخطاب الذي من شأنه أن يعزز ولاءها ويحولها إلى قوة عمياء، من جهة ، وتعاملها كسلع ذات سعر ما ، من جهة ثانية ،وبالتالي الانتصار على هذه الثقافة بكل أشكالها الحاضرة والممكنة ضروري جدا لاستعادة ثقافة الإنسان بكل قيمها الأخلاقية، بل واستعادة الإنسان. ولكن الإنتصار على هذه الثقافة لا يتم بفعل ثقافي بل بفعل سياسي ينتج دولة المواطنة و الحق.

وهذا لن يتم بين يوم وليلة، أمر هذا يحتاج إلى استراتيجية تنموية ثقافية تربوية تعليمية تخلق الإنسان المحب للحياة الكريمة، استراتيجية تنتج عن دولة العقد الوطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى