Uncategorized

من يزوّر أصله لا يُؤتمن على مستقبل أمة

من يزوّر أصله لا يُؤتمن على مستقبل أمة

الاستاذ الدكتور قيس عبدالعزيز الدوري

عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

ليس أشدّ قبحًا من إنسانٍ يبدّل نسبه، ولا أفظع من قلبٍ يموّه أصله ليظهر بما ليس فيه.

فالأصل هو الجذر، والصدق هو الماء الذي يسقيه. ومن جفّت جذوره بالكذب، ذبلت أغصانه مهما تزيّنت بالرياء.

الكذب في النسب خيانة للهوية

من يزوّر نسبه لا يزوّر التاريخ فحسب، بل يقتل الصدق في داخله.

هو يخلع ثوب الحقيقة ويلبس وشاح الزيف، ظانًّا أن الوجاهة تُشترى بالأكاذيب، وأن المجد يُنال بتبديل الأسماء.

لكن كيف يُؤتمن من كذب على أبيه؟

وكيف يُوثق بمن خان دماءه، وأدار ظهره لأصله، وادّعى ما ليس له؟

ذلك إنسانٌ تائهٌ في فراغٍ روحيّ، يهرب من ظله، ولا يجد لنفسه وطنًا في الصدق ولا مأوى في الحقيقة.

من لا يصدق في نسبه لا يصدق في وعده

القائد الكاذب في نسبه لا يكون صادقًا في وعده،

ولا أمينًا على الناس، لأن من خان نفسه سيخونهم لا محالة.

إنه يُنبت الفتنة في الأرض كما تُنبت الحيّة سمّها،

ويشيع بين الناس رائحة الخداع حتى يعمّ الفساد.

ومن ظنّ أن الكذب يرفعه، سقط في الهاوية من حيث أراد الصعود.

فالقيادة لا تُبنى على الزيف، ولا الزعامة تُستمدّ من نسبٍ مختلق،

بل من صدقٍ يملأ القلب، وأمانةٍ تُزرع في الضمير.

الزيف لا يدوم

قد يخدع الناسَ زمناً، وقد يخطب ودّهم بلغةٍ ناعمةٍ وابتسامةٍ ماكرة،

لكن الحق لا ينام، والزمان كفيلٌ بأن يُظهر ما خفي.

فكل نسبٍ مزوّر له يومٌ تُكشف فيه الوجوه،

وتُرفع فيه الأقنعة، ويُقال له أمام الملأ:

كذبتَ، فما كنت من هؤلاء ولا أولئك،

بل كنت غريبًا عن الصدق، غريبًا عن الشرف، غريبًا عن النقاء.

واخير أقول

يا من غيّرت نسبك وادّعيت ما ليس لك،

اعلم أن الأصل لا يُشترى،

والشرف لا يُنتحل،

والكرامة لا تُستعار.

فكن صادقًا مع نفسك إن أردت أن يصدقك الناس،

واثبت على أصلك، فالأصل الصادق أرفع من كل نسبٍ مزخرف.

واذكر أن الزعامة بلا صدق، مثل شجرةٍ بلا جذور؛

تبدو خضراء، لكنها أول من يسقط حين تهبّ الرياح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى