Uncategorized

مشكلة الإسلاميين ليست المفاهيم .. المشكلة في معانيها

بقلم الكاتب الصحافي عبدالله العبادي
المختص في الشؤون العربية والإفريقية

سُلالات الشرّ أو تتار العصر الحديث أو جماعات العنف، عناوين كثيرة لصدامات عميقة بين مجموعات إنسانية في بقاع مختلفة. حين نبحث في الخيوط الممتدة في العمق الحضاري سنجد قواسم كثيرة ومترابطة للفتن والشر البشري عبر التاريخ، في مختلف الحضارات والشعوب وبكل اللغات.
في وطننا العربي، ما نراه اليوم، هو حركات دينية بغطاء سياسي تعمل على تفريغ النصوص من مضمونها الحقيقي وتحويلها إلى أدوات من أجل التعبئة والتحريض ونشر الفتن. إنها محطة تحوّل خطيرة، لقد تم تلقيح بعض الخطابات الدينية بعناصر من الايديولوجيا المتشددة، مما أدّى لاحقاً إلى ولادة خطاب فيه الكثير من العنف.
بين ثقافة الموت والشهادة في خطاب الحركات الإسلامية، نرى أن تمجيد الموت، خدمة للايديولوجيا، هو وجه من وجوه التقديس الشديد لفكرة الغاية تبرّر الموت، حيث يتحول الإنسان إلى أداة، والقتل إلى وسيلة للتطهير. هذا التوجه، يدفعنا إلى التفكير مجدداً في إشكالية، متى تتحول الايديولوجية إلى ذريعة للقتل، وهل من الممكن أن تُستعار مفاهيم قاتلة وتُزرع داخل خطاب ديني بمسميات كثيرة.
يرى بعض الكتاب ومنهم ديفيد باترسون أن مُعاداة الآخر في الخطاب الجهادي المُعاصر ليست جزءاً أصيلاً من الإسلام، بل هي فكرة حديثة، تم استيرادها من أوروبا النازية، ثم أعيد تصديرها بلباس ديني عبر حركات الإسلام السياسي.
حين نتعرض للسياق السياسي والاجتماعي الذي دفع بعض الحركات الإسلامية نحو الراديكالية، كرد فعل على معارضة الأنظمة أو الإقصاء. ربما تم بناء خطاب ديني مشوّه نتج عن ظروف سياسية واجتماعية معقدة. لكن الظرفية تتطلب طرح سؤال أخلاقي، هل هم واعون حقاً للخطابات التي يتبنوها.
اذ يصير السؤال بشكل آخر، من يصنع الشر، ولأي غاية، وهل يهاجر الشر من مجموعة إلى مجموعة إنسانية اخرى، وما هي آليات تنقله. الغريب أن كثيراً من الشعارات الدينية التي يردّدها المد الإخواني، ولدت في أماكن مظلمة لا علاقة لها بالدين بتاتا.
المفروض اليوم، نقرا الأحداث بتمعن، والتاريخ احيانا يعيد نفسه، فحين يصبح القتل فضيلة و الكراهية نمط حياة، نكون قد فقدنا انسانيتنا مهما كانت الشعارات المرفوعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى