نفذت القوات الجوية الأمريكية عملية عسكرية غير مسبوقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية Midnight Hammer Operation
مقدمة
فجر يوم الاحد الموافق 22 تموز ، نفذت القوات الجوية الأمريكية عملية عسكرية غير مسبوقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية.
حيث انطلقت سبع قاذفات استراتيجية شبحية من نوع بي 2 من قاعدة وايتمان في ولاية ميسوري.
قطعت نصف العالم في مهمة استمرت 30 ساعة لتدمير أهداف استراتيجية نووية ايرانية بحمولات قنابل خارقة للتحصينات , و تعد هذه الغارة واحدة من أطول المهمات الجوية في التاريخ الحديث.
القاذفة بي 2 في قاعدة وايتمان الجوية
استحضارات تنفيذ العملية
عمل 4000 جندي في سرية تامة في قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري لتنفيذ عملية جوية استراتيجية ضد اهداف نووية ايرانية , اطلق عليها الاسم الرمزي عملية “مطرقة منتصف الليل”.
وقد كشف العقيد “جوش ويتالا” قائد المهمة , كيف نفذ وطاقمه الضربة باستخدام سبع قاذفات شبحية في أول استخدام قتالي لقنابل أمريكية خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، على المواقع النووية الإيرانية وتعتبرالعملية ,أطول مهمة قصف واسعة النطاق لطائرة بي-2 في التاريخ , بالرغم من تنفيذ القوات الجوية الامريكية أطول مهمة قتالية لأي طائرة كانت 44.3 ساعة، عندما هاجم الطيارون الامريكان أهدافًا لتنظيم القاعدة وطالبان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وصف العقيد جوش ويتالا وطاقمه كيف عمل 4000 فرد سرًا لإرسال سبع قاذفات شبح في مهمة استغرقت 30 ساعة إلى المجال الجوي الإيراني وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها الصاروخ الخارق للذخائر الهائل الأمريكي، الذي يزن 30 ألف رطل، في القتال
ووصفوا الغارة بالأداء المتقن وقدموا وصفًا واضحًا للجهد والتدريب والتنسيق اللازمين لتنفيذها.
, تزن 13.6 طن وقادرة على اختراق خراسانة بسمكGBU-57 قنابل الخارقة للتحصينات نوع
نحو 18 مترا ,أو 61 مترا في عمق الأرض قبل الانفجار.
متحدثًا علنًا ولأول مرة منذ ضربات تموز ” كان الجميع يعمل بسرية تامة لتنفيذ المهمة وان الفريق بأكمله يعمل معًا مستفيدًا من دروس لسنوات من التدريبات”
في حين دعم الآلاف من الناس المهمة من خلال الصيانة والذخائر والعمليات والمساعدين.
وعند اتخاذ قرار بشأن من سيذهب لتنفيذ المهمة ، قال ويتالا ” إنه أعطى الأولوية للخبرة على أي شيء آخر”.
تدرب مُحمّلو الأسلحة لمدة 21 يومًا للحصول على شهادة في صيانة وتحميل القنابل التي يبلغ وزنها ٣٠ ألف رطل والتي تُثبّت في جسم الطائرة عند نقطتي تلامس فولاذيتين، كما تدرب القائمون على هذه الأسلحة شهريًا على تحميل الذخائر في الطائرات لتنفيذ مهام القصف.
لقد أجرى هذا الفريق تدريبات مكثفة و كبرى الواحدة تلو الأخرى , واكد قائد العملية ,
“كنت أشاهد الفرق وهي تستعد وأفكر في عدد التدريبات التي خاضوها ومدة تدريبهم وكانوا طاقمًا متمرسًا للغاية”.
تنفيذ العملية
انطلق 14 من الطيارين المدربين على قاذفة بي 2 ترافقهم 125 طائرات مقاتلة واستطلاع وطائرات نقل حاملات جنود كوماندوز إلى ألاراضي الايرانية, لإسقاط القنابل الخارقة للذخائر الضخمة التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل مستهدفتا المواقع النووية الإيرانية في مهمة استغرق 30 ساعة .
كان الطيارين يتناوبون على الراحة لمدة تتراوح بين 45 دقيقة وساعة واحدة في كل مرة، خاصةً بين عمليات التزود بالوقود جوًا.
. كان بعضهم يحمل صناديق من مشروبات الطاقة على متن الطائرة ليظلوا في حالة تأهب
لقد كانت عملية التزود بالوقود جواً هي أصعب عملية طيران قام بها الطيارون.
حيث يُربط خرطوم وفوهة أسفل الطائرة بي 2 بفتحة وقود أعلى طائرة الوقود
ويجب أن تحلق طائرة وبشكل مواز اسفل الناقلة لمدة 15-30 دقيقة لتحمل حمولة وقود التي يصل وزنها إلى 167,000 رطل .
تم إسقاط القنابل على أهداف في منشأتين نوويتين إيرانيتين , حيث تم إسقاط 12 قنبلة
على محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم و التي تقع تحت 300عمق قدم من الصخور واثنتين على منشأة نطنز النووية.
كما أطلقت الغواصات الأمريكية أثناء العملية العسكرية الجوية 30 صاروخا من نوع توماهوك بعيد المدى على منشأتي نطنز وأصفهان.
لقد أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أتاح فرصة سانحة للقاذفات الأميركية لدخول المجال الجوي الإيراني بمخاطر أقل نسبيا.
عاد الطيارون إلى ديارهم من المهمة التي استمرت 30 ساعة في أطول مهمة لهجوم قصف
واسع النطاق بسبع طائرات وكان على كل طائرة طياران اثنان .
نتائج العملية
في تقييم حديث أجراه خبير الأسلحة النووية “ديفيد أولبرايت” وفريق من الباحثين حيث تم تحليل بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية , إلى أنه بعد الضربات الأمريكية، لم يعد لدى إيران أي طريق لإنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة في أي من محطات الطرد المركزي المعروفة لديها .
وافاد التقييم الى أن الهجمات العسكرية دمرت أو عطّلت جميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المُركّبة , حوالي 22 ألف جهاز طرد مركزي غازي في مواقع التخصيب الإيرانية الثلاثة.
واشار الباحثين إلى أنه من غير الواضح كم من الوقت ستستغرق إيران لامتلاك سلاح نووي، إذ قد يكون لديها أجهزة طرد مركزي أخرى لم تُستخدم بعد ولم تُدمّر في الضربات.
مستقبل قاصفات الشبح الاستراتيجية
تعتبر الطائرة ( بي 2 ) التي تبلغ قيمتها ملياري دولار قديمة الطراز, عشرون منها في الخدمة منذ ما يقرب من 30 عامًا.
تعمل القوات الجوية الامريكية باستمرار على تطوير استخدام الطائرة وهي لا تزال طائرة فعّالة للغاية.
طائرة بي-21
ومن المتوقع أن تكون الطائرة بي-21 أكثر فعالية من حيث التكلفة، حيث تبلغ تكلفة الطائرة الواحدة أقل من مليار دولار، وتخطط القوات الجوية الامريكية لشراء ما لا يقل عن 100 طائرة، مع إمكانية شراء ما يصل إلى 145 طائرة.
الخاتمة
أعلن الرئيس دونالد ترامب فورً عودة قوة الضربة , أن البرنامج النووي الإيراني قد “دُمّرَ تمامًا”، بالرغم من ان بعض المشككين والمعارضين للضربات , أبدوا حذرًا من إعلان نجاح المهمة قبل الانتهاء من التقييم النهائي للأضرار.
ان العملية سلطت الضوء على قدرات أمريكا العسكرية وان هذه المهمة ستُذكر باعتبارها واحدة من أهم الغارات , لقد أدرك المراقبون تمامًا الطبيعة التاريخية للمهمة.
والاهم من ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية قد اوضحت للعالم بقدرتها على تنفيذ مثل هذه المهمات مستقبلا ضد اي هدف يشكل تهديدا لاميركا ومصالحها وحلفائها .
العميد الركن ” المتقاعد “
الدكتور وليد عبد الملك الراوي


