اخبار المغرب العربي
أخر الأخبار

مغاربة العالم وضرورة استعادة الثقةبقلم الكاتب الصحافي عبدالله العباديالمختص في الشؤون العربية والإفريقية

كثر الحديث مؤخرا عن بعض جمعيات المغاربة في الخارج، وعن الكثير من المشاكل التي تحوم حولها وحول عملها وعلاقاتها وظروف تأسيسها والأهداف وراء ذلك. حيث تطرح العديد من الأسئلة حول مصداقيتها وحول علاقتها بقضايا الوطن الأم وأيضا علاقاتها بالمؤسسات الرسمية المغربية التي تروم خدمة المغاربة المقيمين بالخارج.
لذلك كان تأسيس المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج ، من طرف جلالة الملك، حفظه الله، ردا على انتظارات مغاربة العالم وتطلعاتهم، وأيضا من أجل إعادة تنظيم العمل الجمعوي المغربي بالخارج ضمن إطار قانوني شفاف يضمن حق الفرد ويصون كرامة المواطن المغربي أينما كان، ويمنع متاجرة بعض الجمعيات بقضايا مغاربة المهجر والاسترزاف بملفاتهم وقضاياهم ومشاكلهم.
إلا أن بعض الجهات يجدون في الجمعيات وفي بعض الأفراد، فرصة للتدخل في شؤون المغاربة المقيمين بالخارج، ومحاولة إعطاء صورة جيدة، لكنهم في الخفاء يعملون على تشتيت وحدة المغاربة وزرع الفتن بينهم خدمة لأغراض ضيقة أو أجندة خارجية، رغم انهم يفتقدون لكل وزن أو حضور حقيقي في أوساط مغاربة المهجر.
وهذا ما يفسر كيف يتم ظهور العديد من المتطفلين على المشهد الجمعوي، فيما تغيب الأطر والكفاءات الشريفة الوفية لوطنها ولملكها، وتشتغل في صمت خدمة لمغاربة العالم ودفاعا عن قضايا الوطن بشكل شريف ونزيه وبعيدا عن المصالح الحزبية والسياسية أو خدمة أعداء الخارج. بعض الأعمال المشينة تسهم في تشويه المشهد الجمعوي للمغاربة بالخارج وتضعف ثقه المغربي بالخارج في مؤسسات بلده، وهذا ما تريده بعض الجمعيات. فهناك بعض الأفراد من خلال الجمعيات، يقدمون أنفسهم على أنهم الممثلون الرسميون للجالية المغربية بالخارج، ويتدخلون في ملفات تمثلها الدولة، وفي قضايا بعيدة عن العمل الجمعوي.
وهناك أفراد ذهبوا حد ادعائهم أنهم يملكون تفويضا من مؤسسات رسمية مغربية، ومن أحزاب سياسية وغير ذلك..وأن لهم تفويض بتمثيل الجالية، غير أن هذه الجمعيات لا علاقه لها بمؤسسات الدولة ولا بالسفارات المغربية ولا بالوزارات المغربية، بل هي جمعيات مسترزقة تم اختراقها من طرف جهات أجنبية ومن طرف أفراد لا علاقة لهم لا بالمغرب ولا بقضايا الجالية المغربية.
خيم الفاسدون الذين يميعون العمل الجمعوي، على المشهد، وصارت للأسف الشديد صورة العمل الجمعوي لمغاربة العالم ملوثه بكائنات جمعوية استغلالية لا علاقة لها بالدفاع عن انتظارات مغاربة العالم وخدمتهم. كما تعمل بعض الجمعيات على نشر الأخبار المزيفة وإيهام الناس بأنها من مصادر موثوقة لتفعيل سياسة التفرقة والتشتت.
لذلك يجب على مغاربة المهجر، أخد الحيطة والحذر من كل هذه الجمعيات المشبوهة، وعدم الانخراط فيها، أو مدها بوثائق تعريفية رسمية، لأنها غير مؤهلة لذلك. إنها تعمل فقط على تشويه صورة وسمعة مغاربة العالم، وأيضا تحاول تشتيت وحدة المغاربة وزرع فتيل الفتنة والشك وفقدان الثقة بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي.
في الحقيقة، الوضع الجمعوي اليوم كارثي إن لم نقل فاسد، لذلك وجب التحرك سريعا، وتفعيل المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج ، كممثل وحيد لمغاربة المهجر، للحد من الفوضى والعبث الذي يسيطر على المنظومة الجمعوية بالخارج. وأنه من الخزي والعار ان تجد كائنات استرزاقية تفسد أي عمل جاد وهادف يحاول القيام به شرفاء المملكة وأبنائها الأحرار، كما أننا مطالبون اليوم بالكشف بكل موضوعية ومسؤولية عن حجم الفساد المستشري في جسد المنظومة الجمعوية، ونرى أنه حان الوقت ليصطف مغاربة العالم وراء مؤسسة رسمية يرعاها صاحب الجلالة، نصره الله.

زر الذهاب إلى الأعلى