اخبار الأحواز العربية

عن المجرم علي شمخاني …ليس دفاعا عن العرب… بل رفضا لتبييض المجرمين

مقال رأي : عين على إيران

خلال الأيام الماضية، تصاعد الجدل في الإعلام الفارسي ومنصات التواصل الاجتماعي حول الأدميرال علي شمخاني، عقب تداول مقاطع من حفل زفاف ابنته، لتتحول القضية إلى مادة دسمة للهجوم والسخرية، خصوصا من قبل التيارات القومية والعنصرية في إيران.

في خضم هذا الجدل، خرجت أصوات عربية وأحوازية تُحاول تصوير الحملة على أنها شكل من أشكال “العقاب الجماعي ضد العرب”، متهمة الإعلام الفارسي بالكيل بمكيالين.

غير أن هذا الطرح، وإن كان يحمل شيئا من الحقيقة في ما يخص ازدواجية المعايير الفارسية، إلا أنه يتجاهل حقيقة جوهرية لا يمكن القفز فوقها: أن علي شمخاني ليس ضحية عنصرية، بل رمز من رموز المنظومة الأمنية الإيرانية التي مارست القمع بحق العرب والأحوازيين لعقود طويلة.

منذ بداية مسيرته، لم يكن شمخاني مجرد مسؤول عادي، بل أحد أبرز أركان النظام الإيراني في المجالين الأمني والعسكري.

فهو من مؤسسي القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، وشارك بفاعلية في إنشاء وتوجيه الميليشيات الموالية لطهران في الخارج، مثل منظمة بدر في العراق، وكان له دور مباشر في دعم الحوثيين في اليمن ونقل السلاح إلى أفريقيا عبر شبكات معقّدة من التهريب.

إلى جانب ذلك، فإن أبناء شمخاني وأبناء عمومته متورطون في ملفات فساد ضخمة تتعلق بتهريب النفط الخام من الموانئ الأحوازية، وبتجارة السلاح وعمولات العقود النفطية المشبوهة، حتى أصبحت عائلة شمخاني من أكثر العائلات نفوذًا ماليًا في إقليم الأحواز، بينما يعيش أبناء الإقليم في فقر وحرمان نتيجة نهب ثرواتهم.

إن ما يثير الاستغراب أن بعض الكتّاب الأحوازيين يصرّون على ربط أي هجوم على شمخاني بالعنصرية الفارسية، وكأن الرجل رمزٌ قوميّ يُدافع عن العرب داخل النظام!

والحقيقة أن شمخاني لم يكن يوما صوتا للعرب في طهران، بل كان الواجهة العربية للنظام الفارسي، يستخدم لتجميل وجه سلطة تمارس أبشع أشكال التمييز ضد العرب الأحوازيين.

فالعروبة ليست نسبا ولا بطاقة هوية، بل موقف وشرف ومسؤولية.

ومن العار أن تختزل كرامة الأحواز في الدفاع عن رجلٍ خان أرضه وشعبه، وأسهم في تكريس سلطة تضطهد أبناء جلدته.
صحيح أن الإعلام الفارسي يتعامل بازدواجية فاضحة في قضايا الفساد، فيغضّ الطرف عن اللصوص الفرس الكبار، ويُضخّم تجاوزات بعض العرب لتشويههم. لكن الرد على هذا الانحياز لا يكون بتبرئة الفاسدين أو تلميعهم، بل بكشف الفساد البنيوي الذي يجمع الجميع تحت عباءة النظام الإيراني.

شمخاني لا يحاسب لأنه عربي، بل لأنه أحد أبرز رموز الفساد والأمن والقمع في الجمهورية الإسلامية.

وإذا كان العرب في إيران يعانون من التمييز، فإن شمخاني جزء من المنظومة التي صنعت هذا التمييز، لا ضحية له.
إن رفض العنصرية الفارسية لا يعني الدفاع عن مجرمي النظام لمجرد أنهم يتحدثون العربية.

وشمخاني وأمثاله لا يمثلون الأحواز ولا العرب، بل يمثلون نظاما استخدمهم غطاء لتبرير قمع العرب واستغلال ثرواتهم.

ومن واجبنا، كأبناء لهذه الأرض، أن نقول بوضوح:
“من يخون أهله لا ينقذهم، ومن يخدم جلاده لا يُحسب على ضحاياه.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى