مقتل صفاء الحجازي جريمة تعودنا عليها ونعرف فاعلها

محمود خالد المسافر
مثلما تعودنا على اكاذيب حكام المنطقة الخضراء سيتم تغييب الحقيقة في جريمة قتل الشاب البطل صفاء الحجازي. ومثل اكاذيب داعش وأكاذيب لصق تهمة الإرهاب بكل من خالفهم في العملية السياسية وحتى شركائهم في هذه العملية السياسية البائسة. لقد قُتل صفاء رحمه الله لأنه كان حالة إيجابية وحيدة ونادرة في تقديم الخدمات لأبناء منطقته، وكذلك لتصديه الشجاع للدخلاء والمليشيات المسلحة في محاولتهم لتجريف الأراضي والاستحواذ عليها. لقد قُتل صفاء بتخطيط من مجرمي العملية السياسية المعروفين الذين شاركوا المحتل الأمريكي في جرائمه وانابوا عن المحتل الايراني في كل جرائمه في القتل والسرقة وجرف الأراضي ومحاربة الزراعة والمزارعين وانهاء الصناعة وتغيير الديموغرافية العراقية وإسقاط القيم المجتمعية واستباحة الأعراض وتغييب البسطاء من الناس وإسكات الشرفاء ونشر المخدرات والدعارة والقمار وقائمة طويلة من الجرائم التي لم يشهدها العراق مجتمعة منذ أربعة قرون وتزيد. نعم هؤلاء هم الذين قتلوا صفاء الحجازي وليس اي احد اخر ولو جاءوا بالف دليل والف شاهد والف متهم معترف بجريمته. فإننا لا يمكن أن نقدم حسن النية في شرطة أغلبها من الدمج وتسيطر عليها الميليشيات بالمال والجنس والترهيب، ولن نقدم حسن النية في قضاء اعتمد على المخبر السري لمدة عقدين من أجل التخلص من الخصوم السياسيين. لن نعتمد على قضاء وسلطات تنفيذية تسرب المعلومات عن التحقيقات إلى السياسيين ونواب البرلمان والمحللين السياسيين ليتصدوا الى الأمر بهمجية وفوضوية مقيتة وقبل أن يعرف أهل الضحية. ومن أجل التغطية على جريمة واحدة ذهب ضحيتها شخص واحد يقدم المجرمون عددا آخر من الضحايا. مجرمون على درجة عالية من الإجرام في التخطيط والتنفيذ لانهم يخططون للضحية الرئيسية التي تخالفهم وتؤرق أحلامهم بالمزيد من السرقات وفي الوقت ذات فإنهم يخططون للتخلص من آخرين بعد توريطهم بالجريمة الاولى. وقد ثبت بالوقائع أن القضاء الحالي يمكن أن يقوم بالحكم على عدد من الأشخاص وفي أوقات متفرقة على جريمة واحدة. وليس بعيدا عن ذاكرتنا التفجير الذي حدث في البرلمان العراقي عام 2007، ولا زلنا نتذكر المجاميع البريئة التي سيقت للاعدام بتهمة ذلك التفجير وفي أزمنة مختلفة.
أن قتلة صفاء هم المتنفذين في العملية السياسية وليس غيرهم، وان هؤلاء المقبوض عليهم اليوم والذين بلا شك يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والى تهديدهم بقتل الأحبة واغتصاب النساء مقابل الاعتراف بجريمة لم يرتكبوها. أنا لا ادافع عن المقبوض عليهم اليوم لأنني أعرف أنهم ابرياء، ابدا، ولكنني اعرف ومتأكد أن نظاما يقدم العراقيين يوميا قرابين على مذبح الولي الفقيه لن يهتم بالعدالة والحق والانصاف. فاحذروا يا أهل الطارمية أن تثأروا من بعضكم بسبب مقتل الشهيد صفاء لأن القتلة ليس اولئك الذين اوقفوهم ووضعوا القابهم أمام اسمائهم ونشروها في الاعلام ليثيروا الفتنة بين أبناء الطارمية والمشاهدة. واذا نجح المجرمون لا سمح الله في تفريق أهل الطارمية والمشاهدة فلن تكون هذه المناطق الا جرف صخر جديدة فاحذروا .. اللهم فاشهد اللهم اني بلغت



