اخبار العراق
أخر الأخبار

ذكرى شراء إيران للسلاح من إسرائيل لتقاتل به العراق

▪️المؤرخ تامر الزغاري

إتفاقية إيران كونترا هي إتفاقية وقعها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في مثل هذا اليوم في تاريخ 1981/11/23 م والإتفاقية تقضي بأن تقوم إسرائيل ببيع أسلحة لإيران لتقاتل بها العراق في الحرب الإيرانية العراقية والتي كان بطلها الرئيس العراقي صدام حسين.

وتكشف لنا هذه الفضيحة عدة أمور ومنها:

1- أن نهضة العرب وتقدمهم هو الأمر المشترك الذي يرفضه العالم أجمع.

2- أن إيران ليست إلا مرتزق تابع لأمريكا وروسيا وإسرائيل، ووظيفتها أن تكون فزاعة لإخافة وإبتزاز العرب لجلب القواعد العسكرية وسحب الأموال من حكامهم، فيما عرف سياسياً بمصطلح شرطي المنطقة.

3- أن إيران بعد أن أصبحت دولة دينية عام 1979م أصبحت وظيفتها أن تكون مركزاً للفتن المذهبية، وان تكون جداراً يفصل بين المسلمين العرب والمسلمين في بلاد وسط آسيا بحكم أن إيران مختلفة مذهبياً عن الطرفين وتقع وسطهما.

وبدأت هذه الإتفاقية عندما اجتمع:

من أمريكا: جورج بوش الأب نائب الرئيس الأمريكي.

من إيران: أبو الحسن بني صدر رئيس وزراء إيران.

من إسرائيل: آري بن ميناش من المخابرات الإسرائيلية.

– بداية الحرب وانتصار العراق

الحرب العراقية الإيرانية هي حرب بدأتها إيران في تاريخ 1980/09/04م عندما قصفت بلدات عراقية حدودية، وأما النظام العراقي أنذاك فقد إستعمل سياسة ضبط النفس لكي لا يدخل المعركة ولكن أمام إستمرار الهجوم الإيراني شن النظام العراقي هجومه الأول في تاريخ 1980/09/22م.

واستطاعت القوات العراقية الإنتصار وحسم المعركة من السنة الأولى فسيطر العراقيون على مساحة 15000 كيلومتر مربع من الأراضي الإيرانية -وهي مساحة توازي جمهورية لبنان وسلطنة بروناي معا-، وأما أهم يوم في هذه المعركة بالنسبة لي فهو 1981/09/21م

حيث أصبحت مدينة الأحواز عاصمة عربستان على وشك السقوط، ما يعني أن العراق كان على وشك أن تسقط بيده محافظة كاملة بسقوط عاصمتها، وهذا سيؤدي إلى إنهاء الحرب وإنهيار إيران نتيجة لزيادة الإقتتال الداخلي في إيران ما بعد الثورة، ولكن إسرائيل منعت هذا النصر السريع ودعمت إيران وزادت في عدد سنوات الحرب.

-إنقاذ إسرائيل لإيران.

خلال التقدم الساحق للعراق في سنة 1981م، قامت إسرائيل ببيع إيران أسلحة قيمتها 75 مليون دولار أمريكي من مخزون الصناعات العسكرية الإسرائيلية وصناعات الطيران الإسرائيلي ومخزون قوات الدفاع الإسرائيلية، ولقد ضمت المواد 150 مدفع إم 40 المضاد للدبابات مع 24000 قذيفة لكل مدفع وقطع غيار لمحركات الدبابات والطائرات، وقذائف 106 مم و 130 مم و 203 مم و 175 مم وصواريخ بي جي إم 71 تاو. ولقد تم نقل تلك المواد في بداية الأمر جوًا عبر الخطوط الجوية الأرجنتينية Transporte Aéreo Rioplatense ثم نقلت بحرًا.

وأما خلال فترة 1983-1981م فذكر معهد جيف للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب أن إيران إشترت من إسرائيل أسلحة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، ولقد تم دفع معظم هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل. “وفقًا لأحمد حيدي، “تاجر الأسلحة الإيراني الذي يعمل لصالح نظام الخميني، 80 % بالكاد من الأسلحة التي اشترتها طهران” بعد شن الحرب مباشرةً أنتجت في إسرائيل.

وأيضا وقع تاجر الأسلحة الإسرائيلي ياعكوف نيمرودي ظاهريًا عقدًا مع وزارة الدفاع الوطني الإسرائيلية لبيع أسلحة قيمتها 135842000 دولارًا أمريكي، وتشمل الصفقة صواريخ مدفعية وقذائف كوبرهيد وصواريخ هوك. وفي مارس 1982، ذكرت جريدة نيويورك تايمز مستندات تبين أن إسرائيل وردت لطهران ما يقدر بنصف أو أكثر من الأسلحة التي وصلتها خلال الأشهر الثمانية عشر السابقة، وتقدر تلك المبيعات بـ 100 مليون دولار أمريكي على الأقل. وذكرت مجلة بانوراما، الصادرة في ميلان، أن إسرائيل باعت لنظام الخميني 45 ألف قطعة من المسدس الرشاش عوزي وقاذفات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع وصواريخ وهاوتزر وقطع غيار للطائرات

وفي أغسطس عام 1985، تم إرسال 96 صاروخاً من نوع “تاو” من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل

وفي نوفمبر عام 1985، تم إرسال 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، ثم 62 صاروخاً آخر أرسلت إلى إيران من إسرائيل.

– دعم إسرائيل للقوات الجوية الإيرانية.

يذكر أن إسرائيل قدمت أيضًا لإيران المدربين والمساعدات غير التسليحية من أجل المجهود الحربي، فيذكر مارك فيثيان أن القوات الجوية الإيرانية قد إنهارت بعد الهجوم العراقي الأولي، ولكن أصبح يمكنها تنفيذ عدد من الغارات فوق بغداد ومهاجمة المواقع الإستراتيجية بعد قرار إدارة ريجان بالسماح لإسرائيل بتمرير الأسلحة الأمريكية إلى إيران لمنع العراق من تحقيق نصر سريع وسهل.

وذكرت صحيفة إيروسبيس ديلي في شهر أغسطس من عام 1982 أن الدعم الإسرائيلي كان “حاسمًا” في إستمرار تحليق القوات الجوية الإيرانية في مواجهة العراق. كما شملت المبيعات الإسرائيلية قطع غيار للطائرة النفاثة الأمريكية إف 4 فانتوم الثانية. ذكرت نيوزويك أيضًا أنه بعدما هبط أحد المنشقين الإيرانيين بطائرته النفاثة إف 4 فانتوم في المملكة العربية السعودية عام 1984، قرر خبراء المخابرات أن العديد من أجزاء الطائرة قد بيعت أساسًا إلى إسرائيل ثم أعيد تصديرها إلى طهران بما يعد انتهاكًا للقانون الأمريكي.

– مشاركة إسرائيل بقصف مفاعل تموز

بعد فشل إيران بتنفيذ أوامر إسرائيل بدمير مفاعل تموز العراقي، تدخلت إسرائيل بنفسها في السابع من يونيو عام 1981، حيث قام سرب من الطائرات القتالية إف-16 فاينتج فالكون التابعة لـ القوات الجوية الإسرائيلية، بحراسة الطائرة إف-15 إيغل، بقذف المفاعل النووي تموز أوزيراك في العراق وتدميره. وبحسب الصحفي نيكولاس كريستوف، لولا هذا الهجوم “لامتلك العراق السلاح النووي خلال الثمانينيات، ولكان لديها محافظة اسمها الكويت وجزء من إيران ولعانت المنطقة من الدمار النووي.” حيث كان هذا المفاعل الخطوة الأولى الفعلية في إنتاج السلاح النووي العربي.

– دعم على الأرض

وفقًا لجون بولوخ وهارفي موريس، قام الإسرائيليون بتصميم وتصنيع كتل كبيرة من مادة متعدد الستيرين خفيفة الوزن التي حملتها القوات الإيرانية المعتدية لبناء ممرات فورية مؤقتة عبر المياه العراقية الضحلة الدفاعية في مواجهة البصرة؛ ولقد جعلت إسرائيل الطائرات الإيرانية تستمر في الطيران رغم نقص قطع الغيار، وعَلم المدربون الإسرائيليون القادة الإيرانيين كيف يتعاملون مع القوات.

ورغم جميع خطب الزعماء الإيرانيين والدعاء على إسرائيل في صلاة الجمعة، لم يكن أبدًا في إيران أقل من ألف مستشار وفني إسرائيلي تقريبًا في أي وقت طوال الحرب، ولقد كانوا يعيشون في معسكر شديد الحماية والتنظيم شمال طهران، ولقد ظلوا على هذا الحال حتى بعد وقف إطلاق النار.

كل هذا في الوقت الذي كان يدعي الخميني أن أمريكا تمثّل الشيطان الأكبر بالنسبة للإيرانيين الذين تبعوا الخميني في ثورته ضد نظام الشاه، وفي الوقت الذي كان يدعي أنه أكبر عدو لإسرائيل.

المصادر:

1) تقرير كونترا – إيران الصادر من لجنة التحقيق في الكونجرس الأمريكي في تاريخ 18 نوفمبر 1987.

2) The Iran-Contra scandal : the declassified history

by Kornbluh, Peter; Byrne, Malcolm (1993)

3) Secord Is Guilty Of One Charge In Contra Affair

By DAVID JOHNSTON and SPECIAL TO THE NEW YORK TIMES (NOV. 9, 1989)

4) The Secret War with Iran.

By Ronen Bergman (2016)

5) Treacherous Alliance: The secret dealings of Israel, Iran and the United States,

by Trita Parsi, (2007)

6) Document Friday: When Iran Bombed Iraq’s Nuclear Reactor”

By Nate Jones(2012)

7) Arming Iraq : How the U.S. and Britain Secretly Built Saddam’s War Machine.

By Mark Phythian

8 ) The Iran-Contra Connection: Secret Teams and Covert Operations in Reagan Era

By Peter Dale(1987).

9) , ‘‘The Osirak Option,’’ New York Times, Nov. 15, 2002, p. A31.

By Nicholas Kristof.

10) The Gulf War : Its Origins, History and Consequences

by John Bulloch and Harvey Morris (1989)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى